في تقديري أن هناك حزمة من الرسائل المهمة انبثقت خلال اجتماعات الاتحاد الافريقي، وما دار في قمة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة في دورتها الحالية »الثانية والثلاثين»، التي عقدت بالعاصمة الاثيوبية »اديس ابابا»، علي مشهد ومرأي ومتابعة من كل الشعوب والدول، ليس في أفريقيا فقط.. بل بامتداد واتساع العالم في قطاعاته الاقليمية والدولية. وفي يقيني انه من المهم ان ندقق النظر في هذه الرسائل بالغة المعني والدلالة، حتي نستطلع قدرها ومدي تعبيرها عن واقع الحال في القارة الافريقية، في ظل التحديات الجسام التي تواجهها حاليا. وإذا ما فعلنا ذلك، نجد ان هناك توافقا عاما لدي الجميع علي أن الرسالة الأبرز هي العودة القوية لمصر علي الساحة الافريقية، وممارستها الفاعلة لدورها المؤثر علي كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويتواكب مع ذلك الترحيب الكبير بدعوة مصر لإحياء وتفعيل العمل المشترك والتعاون الشامل للبناء والتنمية والتعمير وانهاء النزاعات والصراعات المسلحة بالقارة، لوضع حد لمشكلة اللاجئين وعودتهم الي ديارهم، وتحقيق الأمن والسلم وتسوية الخلافات بالطرق السلمية والحوار. كما نجد ايضا رسالة أفريقية واضحة ترفض الإرهاب، وتؤكد علي ضرورة المواجهة الشاملة معه، والعمل الجاد لدعم وتقوية المؤسسات الوطنية في الدول الأفريقية في حربها ضد الإرهاب، وإفشال مخططاته الساعية لاسقاط الدول وهدمها. وفي هذا السياق لابد من التوقف أمام الرسالة الأهم، وهي ان أفريقيا قد عقدت العزم علي بدأ العمل الجاد لتحقيق طموحات وآمال شعوبها، في التنمية الشاملة والتحديث والتطور، والسعي المكثف والتواصل لجذب الاستثمارات واقامة المشروعات المشتركة وزيادة حجم التجارة البينية وتحديث البنية الاساسية في الطرق والكهرباء والمواني والاتصالات وغيرها،..، أي أن أفريقيا بدأت في الانطلاق الي المستقبل الأفضل وفقا لرؤية متكاملة وبأفكار وجهود ابنائهاالمخلصين.