هل كانت وزارة الثقافة ممثلة في البيت الفني للمسرح لا تعلم أن مسرح » بيرم التونسي » التابع لها بالإسكندرية غير مؤمن ضد الحريق وغير مسموح بتقديم عروض عليه إلا بعد استيفاء شروط الحماية المدنية بالإسكندرية ؟ إذا كانت تعلم، وهي بالتأكيد تعلم، فلماذا وافقت علي تأجير المسرح للفنان أشرف عبد الباقي ليعرض عليه مسرحية » جريما في المعادي-مسرحية كلها غلط » بالشعبة الثانية من الفرقة الجديدة التي كونها، وتعرض نفس المسرحية بالشعبة الأولي علي مسرح الريحاني بالقاهرة ؟ السؤال المترتب علي السؤال السابق: إذا كان معلوما بأن المسرح غير مؤمن ضد الحريق، فمن الذي غامر بفرقة الإسكندرية التابعة للبيت الفني للمسرح لتعرض » أبو كبسولة » علي نفس المسرح، وسمح بمد العرض 6 مرات متتالية لما حققه من إقبال كبير بواقع 15 ليلة في كل مرة؟، ولماذا صمتت الحماية المدنية ولم تمنع العرض حماية لأرواح الممثلين والجمهور الذي هو نفس الجمهور الذي حجز لمشاهدة عرض » جريما في المعادي-مسرحية كلها غلط » لفرقة أشرف عبد الباقي، ولكي لا يقال إن المسرح متاح لعروض فرقة الدولة وبسماح من الحماية المدنية وممنوع علي فرقة خاصة لأشرف عبد الباقي استأجر المسرح بموافقة من البيت الفني للمسرح التابع للدولة ؟! ما حدث مع أشرف عبد الباقي وعرضه المسرحي في غاية الغرابة، منتهي التناقض في موقفين متشابهين، السماح بتقديم عرض » أبو كبسولة » لأكثر من 100 ليلة كان آخر ليلة منها في 16 يناير الماضي، وإغلاق المسرح في وجه عرض أشرف عبد الباقي بعد أن صنع الرجل ديكورات جديدة لمسرحيته، وشحنها إلي الإسكندرية، ونصب الديكور، ونشر دعايته وفتح الشباك للجمهور الذي حجز تذاكره، وقبل أن يرتفع الستار عن العرض بساعات يتم إبلاغ أشرف عبد الباقي بأن المسرح عليه مشاكل مع الحماية المدنية، فيذهب الرجل للسلطات المختصة في المحافظة علي أعلي مستوي فيقال له إن الحماية المدنية قررت أن المسرح غير صالح لاستقبال أي عروض عليه، وأن قرارات الحماية المدنية لا يمكن تجاوزها، فيتصل بالجهات العليا في وزارة الثقافة التي استأجر منها المسرح فيقال له » منقدرش نعمل حاجة » ! ويسلم أشرف عبد الباقي أمره لله ويخرج للجمهور الذي حضر لمشاهدة العرض ليعتذر له ويبين له أن المشكلة ليست عنده إنما هناك مشكلة في المسرح نفسه، ويصور فيديو من فوق خشبة المسرح ومن حوله شباب العرض ليثبت فيه ذلك ! مسرح بيرم التونسي تم تجديده عام 2012 في عهد الوزير شاكر عبد الحميد بتكلفة 25 مليون جنيه، وبعد ثلاث سنوات من افتتاحه جاءت النوة الشتوية التي أغرقت الإسكندرية، وتسربت المياه من شقوق وثقوب فضحت فساد التطوير والتجديد بأموال الدولة المهدرة، وتعرض السقف للانهيار التام، وأغرقت مياه الأمطار كل الأجهزة الحديثة التي زود بها المسرح وهي بملايين الجنيهات، وتوقف نشاط المسرح بالكامل في عهد الوزير حلمي النمنم، وتم إسناد تطوير وتجديد المسرح لشركة مقاولات بملايين أخري من أموال الدولة، دون أن تتم محاسبة أحد من الذين تولوا تطوير وتجديد المسرح في المرة الأولي، وكان الوزير النمنم يتابع مع مدير المسرح ورئيس البيت الفني ومدير دور العرض، ورئيس المشروعات الهندسية مراحل التطوير والتجديد، وتفقد المسرح بنفسه قبل أن يتم تسلمه وإعادة افتتاحه في سبتمبر 2016، وافتتح الوزير المسرح بنفسه، ولم يسأل أحد: هل المسرح قد تم تأمينه ضد الحريق وحصل علي موافقة من الحماية المدنية بذلك؟، ولا ندري كيف سمحت الحماية المدنية بتشغيل المسرح وافتتاحه، إلا إذا كانت وضعت اشتراطات محددة ومنحت مهلة لتنفيذها ولم يتم التنفيذ وظهر الاعتراض علي تشغيل المسرح عندما استأجره أشرف عبد الباقي؟!. تلك هي الحكاية المتكررة للحماية المدنية مع كل مسارح الدولة المغلقة حاليا وعليها مشاكل، تكشف ملفات الفساد في تطويرها وتجديدها بالغفلة عن شروط ومتطلبات الحماية المدنية.