الإعلانات التي تتمني لنا السلامة هي نفسها التي تمهد الطريق أمام الحوادث والإعلانات التي تطالبنا بالتركيز أثناء القيادة هي نفسها التي تشغلنا عن القيادة، والأهم أن الجهة التي تعلن هي نفسها الجهة التي يجب أن تحارب تلك النوعية من الإعلانات المصورة التي أغرقت الشوارع وأحالتها إلي ساحات للفرجة فلا يفيق السائق من متعة المشاهدة إلا علي صوت ارتطام سيارته بالسيارة التي أمامه، وهذه الجهة التي تسير عكس الاتجاه هي الإدارة العامة للمرور لأنها بدلا من أن تحارب تلك الإعلانات تدعمها وتستخدمها للإعلان عن نفسها لتكسر كل الإشارات والشعارات التي اشتهرت بها وأهمها "لا تنشغل بغير الطريق"، وهي بذلك تفعل مثل الأستاذ الذي يلقي محاضرة عن مخاطر التدخين وهو يدخن سيجارة.