كنت أظن أن آخر الرجال المحترمين مات من زمان وشبع موت، وفجأة ظهر من هذه الفصيلة البشرية النادرة شاب في سوق البراجيل بالجيزة يبيع البرتقال بالفلوس لمن يريد الشراء، ويقدمه هدية مجانية لمن يحتاج إليه ولا يملك ثمنه.. الشاب وضع لافتة كبيرة علي عربة البرتقال تدعو الناس للإقبال دون خجل، والحصول علي البرتقال دون مقابل.. ما الذي يدعو شاب إلي تبني هذه المبادرة الإنسانية الجميلة؟ إنه الحب.. ولا شيء سوي الحب، ولا تندهش، فالحب يصنع المعجزات، ويجعل من بائع البرتقال سفيرا للتكافل والود والرحمة، ويؤكد أن هناك في قرية البراجيل رجلاً استحق أن نناديه ب »آخر الرجال المحترمين».