جميل أن يكون محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال متمتعا بصفة الإنسانية فيما قام به من منح شخص لجأ إليه طالبا مكانا يبيع فيه من أجل لقمة العيش وتدبير أمره بمعرفة المحافظة في منحه تروسيكلا يقوم بنقل البضائع والخضراوات التي تم توفيرها له ليبدأ حياته. وجميل أن يكون ذلك - كما اذيع - عن طريق المصادفة وليس بترتيب خاص كما اشاع البعض وأن يكون خلال الجولات الميدانية التي يقوم بها علي كل احياء القاهرة فجولة واحدة قد تجعله يمنح اخرين ما يطلبون فرعاية الناس هي أولي مسئولياته كما قلت في مقالتي الاسبوع الماضي، ولكن يبدو أنه لا المحافظ ولا اجهزته لديها من الوقت لمتابعة ما نطالب به خاصة اذا كانت في اطار عمله وفي داخل اختصاصاته ولكن اذا كان مسئولي الاحياء ورؤساؤها يعملون بالمثل القائل ودن من طين وأخري من عجين فعلينا أن نوقفهم عند حدهم وان نبحث عن الاجراءات التي تجعلنا ننحيهم عن أماكنهم اذا كان الاهمال هو ظاهر ادارتهم لتلك الاحياء هم وكل موظفيهم التابعين لهم. ذكرنا هنا الحال المتردي لحيي المعادي والبساتين وقلنا ان اكوام القمامة ومخلفات المباني تملأ بكل تبجح الشوارع وتسدها حتي علي الموتي في قبورهم وكنت اتوقع من المحافظ الهمام ان يقوم بجولة ولو لذر الرماد في العيون ليقول لنا اننا بصدد رفعها أو اتخاذ الاجراءات الرادعة للحفاظ علي الشارع وعلي كرامة الإنسان الذي يسير فيه أو حتي كرامة الموتي ولكن شيئا من هذا لم يحدث بل زادت الحدة واكتشفنا أن أصحاب المقاهي والكافيهات يخرجون السنتهم واصوات اجهزتهم تسد الاذان حتي بجوار الاحياء التي يمارس اعمالهم فيها هؤلاء المسئولين، ليس معقولا ان نري السيارات النقل تخترق شوارع الاوتوستراد ليلا لتلقي بقاياها عند المدافن ولكن الجديد يا سيادة المحافظ انها اتخذت من أول طريق الدائري من ناحية المعادي وفي اتجاه مدينة نصر علي طريق الخدمات الفرعي سبيلا لالقاء المخالفات فصارت جبالا شاهقة لا تسر العين وكأننا في غابة ولا رادع لها ولا حتي اجراء برفعها لانها تهدد الطريق وقريبا ستسده. أما الفوضي عند محطتي المعادي والثكنات فحدث ولا حرج بلطجة في بلطجة وللأمانة هناك مافيا تتحكم في وقوف التاكسيات والتوك توك مع الأسف مع ان الحي يتباهي كذبا بأنها غير موجودة في حي المعادي. قلنا ذلك من قبل عن الحيين ونضيف لهما حيا جديدا وهو منشأة ناصر التي صار المرر من عندها مخاطرة كبري بسبب الاختناق المروري علي الاوتوستراد عندها بسبب سيارات السرفيس والنقل ومكان تجميع القمامة. تخيلوا في تلك المنطقة أهالي قاموا بالاستيلاء علي الارصفة بلا رحمة ودقوا الخوازيق حول المقاهي التي تمت اقامتها علي تلك الارصفة و»تستروا» باقامة المساجد التي ادعوا ان الدولة بذلك لن تستطيع هدمها لانها بيوت الله في مشهد لا يتكرر الا عندنا أما الكارثة فلا ادري هل يعلم بها المحافظ أم لا؟ جولة واحدة لسيادته في أي ساعة نهاراً أو ليلاً اذا كان رئيس الحي قد تغاضي عنها سوف تجعله يشهد شيئا عجيبا لفت الأنظار.. علي مدي الايام القليلة الماضية عشرات البيوت في المنطقة قامت بتعلية ادوار العمارات ما بين 4 و5 و6 طوابق ولا تدري هل هي حاصلة علي التراخيص ومن اعطاها لها اذا كانت هي اصلا مخالفة العمارات يجري اقامتها في الليل والتشطيب يتم علي قدم وساق وغلبان ذلك الذي سينخدع بشرائها أو سكانها. سيادة المحافظ أعانك الله القاهرة بها آلاف المشاكل ولكن أين دور رؤساء الاحياء هل من دورهم التغاضي عن النظافة وصيانة الشوارع وانارتها؟ وهل دورهم الفرجة علي المخالفات التي تتم في تشييد المباني والعمارات بلا تراخيص؟ مأساة بكل أمانة.