يعقد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الرسمية إلي النمسا والتي تستغرق 3 أيام مباحثات علي مستوي القمة مع مستشار النمسا، سيباستيان كورتز، ويشارك في فاعليات المنتدي الرفيع المستوي بين أوروبا وإفريقيا. ويتضمن جدول زيارة الرئيس للنمسا نشاطاً مكثفاً، يعقد قمة مع مستشار النمسا، بعد غد يبحثان خلالها تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة تعظيم التعاون الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، عن طريق تشجيع كبار رجال الأعمال والشركات الكبري في النمسا علي الاستثمار بمصر، في ظل التطورات الإيجابية التي تحققت أخيرا في مجال إصلاحها الاقتصادي. وستتناول القمة ايضا عددا من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مثل جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب والفكر المتطرف، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، نظرا لوجود توافق بين البلدين حول استمرار التنسيق والتشاور في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة. تتضمن الزيارة ايضا مشاركة الرئيس السيسي في منتدي »أوروبا - إفريقيا» رفيع المستوي، الذي سيعقد تحت شعار »التعاون في العصر الرقمي»، لبحث سبل تعزيز التعاون بين القارتين الأوروبية والإفريقية في مجالات الابتكار والرقمنة، بمشاركة ممثلي شركات أوروبية وإفريقية، إضافة إلي مناقشة سبل تمويل المشروعات الناشئة، وتوفير الطاقة، للارتقاء بظروف المعيشة في الدول الإفريقية، وتعزيز التنمية المستدامة به. وكان سيباستيان كورتز مستشار النمسا جاء إلي القاهرة في منتصف سبتمبر الماضي وأجري مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حول العلاقات الثنائية في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، خاصة قضايا مكافحة الإرهاب والجهود التي تم بذلها في هذا الشأن كما تناولت المباحثات العلاقات المشتركة بين البلدين، وتنميتها خلال الفترات القادمة في مختلف المجالات. تعتبر الكثير من الدول الاوربية وخاصة النمسا ان مصر في عهد الرئيس السيسي تعتبر نموذجا يحتذي به في مكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية الحدود من تلك المشكلة. وتعتبر قضايا اللاجئين والهجرة وحماية حدود القارة الأوروبية علي رأس أولويات النمسا كرئيس للاتحاد الأوروبي. حيث تضع النمسا كرئيس لمجلس الاتحاد الأوروبي علي عاتقها مهمة معالجة قضايا الهجرة غير الشرعية والأمن الداخلي لدول المجلس. وفيما يخص الهجرة فإن القمة غير الرسمية لرؤساء الدول التي عقدت في سالزبورج في سبتمبر الماضي أكدت توافق المجلس علي ما تم الاتفاق عليه مسبقا في يونيو حين تعهدت الدول الأعضاء بالعمل المشترك لمواجهة هذا التحدي الخطير والالتزام بإجراءات لحماية الحدود الخارجية وفتح مجال للتعاون مع دول اخري من خارج أوروبا، وهذه النقطة بالتحديد أشارت إليها النمسا من قبل حيث سبق وأكدت أكثر من مرة علي أهمية عمل شراكة قوية وطويلة المدي مع دول افريقية علي رأسها مصر، بالاضافة إلي العمل المثمر الذي تم انجازه حتي الآن من خلال وكالة الحدود الاوروبية وحراسة الشواطئ. كما ان هناك أيضاً اتفاق»فرونتكس »حول أولوية اتخاذ خطوات سريعة لتحقيق نتائج ملموسة فيما يخص الأمن الداخلي، ومواجهة كل أشكال الجرائم الاليكترونية، والتلاعب، ونشر المعلومات المزيفة والمغلوطة منذ سبتمبر 2016 ولم تسجل مصر أي حالة للهجرة غير الشرعية لأوروبا من السواحل المصرية. وتقوم مصر بجهود قوية للحد من الهجرة غير الشرعية.. وهناك تعاون بين مصر والنمسا والاتحاد الأوروبي لمواجهة هذه الظاهرة وتعتبر مصر نموذجا يحتذي به فيما يخص مواجهة الهجرة غير الشرعية حيث تتحمل مسئولياتها في ضبط حدودها وعدم السماح لأي مهاجر بعبور حدودها البرية مع ليبيا، كما تخضع الشواطئ والموانئ المصرية لرقابة صارمة لمواجهة قوارب المهاجرين غير الشرعيين، لذلك تسعي النمسا لتدعيم العلاقات مع مصر ودول اخري بشمال افريقيا. وكان المستشار كيرتز قد التقي الرئيس السيسي في القاهرة في منتصف سبتمبر الماضي وكان المستشار النمساوي قد التقي قبل لقاء الرئيس مع دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي وناقشا الخطوات الاضافية التي يمكن أن نتخذها لتوطيد وتعميق التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي وهناك سبل عمل مشتركة بشكل أكبر وأقرب مع مصر فيما يخص اهتمامات البلدين المشتركة، وذلك لدعم أمن شرق المتوسط، وكذلك العمل في مجالات اخري تهم البلدين معروف ان لدي النمسا موقف معروف فيما يخص الهجرة غير الشرعية وبدأ يلقي دعما متزايدا من قبل غالبية الدول الاوروبية في الفترة الأخيرة، وأصبح هناك اتفاق شبه عام علي أن حماية الحدود المشتركة أمر ضروري لضمان حرية الحركة داخل اوروبا. وفي السياق ذاته هناك تفاهم عام علي أن ترك حركة الهجرة غير الشرعية دون سيطرة يمثّل تهديدا للاستقرار السياسي والاجتماعي للقارة الاوربية، وانه من الضرورة ايجاد آلية للتعامل مع هذا التحدي الكبير في ظل العولمة. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد تلقي اتصالا تليفونيا قبيل الزيارة من مستشار النمسا سيباستيان كورتز، تم خلاله التباحث حول العلاقات الثنائية وكذا عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. حيث عبر مستشار النمسا عن الرغبة في تطوير العلاقات مع مصر علي كافة المستويات مشيدا بالانجازات الكبيرة التي حققتها مصر مؤخرا في مجال التنمية ومشروعات البنية التحتية، وكذا الخطوات الثابتة التي تنتهجها للإصلاح الاقتصادي، فضلا عن جهود مصر الفاعلة في مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن، وكذلك جهودها الناجحة في مواجهة الهجرة غير الشرعية لاوروبا عبر حدودها، مؤكدا علي ان النمسا بصفتها الحالية كرئيس للاتحاد الأوروبي تعتبر مصر شريكا محوريا تعول علي دوره المركزي والفاعل لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ونشر السلام بين دوله. واكد الرئيس السيسي من جانبه علي متانة وقوة العلاقات التي تجمع مصر والنمسا وتوفر الإرادة والرغبة في دفع العلاقات الثنائية بين الجانبين إلي آفاق أرحب خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية لما فيه صالح البلدين والشعبين الصديقين،وأوضح الرئيس جهود مصر في مجال مكافحة الاٍرهاب وتحقيق الامن والاستقرار، وكذا ضبط الحدود البرية والبحرية، وهو الامر الذي أسفر عن عدم تسجيل أي حالة للهجرة غير الشرعية لأوربا من السواحل المصرية منذ شهر سبتمبر 2016، فضلا عن استضافة مصر لملايين من اللاجئين من جنسيات متعددة داخل محافظات مصر يعيشون بشكل طبيعي مع الشعب المصري