ورحل فارس الكلمة الشجاعة بعد أن حقق الله أمنيته بأن تكون نهاية مسيرته علي أرض الوطن. رحل الكاتب الصحفي الكبير أحد ابناء أخبار اليوم المرموقين الذين كانت لهم بصماتهم في تواصل ريادة صحيفة »أخبار اليوم» أكبر الصحف العربية في الشرق الأوسط. جاء هذا الرحيل بعد معاناة طويلة مع المرض بدأت معه في منفاه بسويسرا. حدث ذلك هربا من بطش جماعة الارهاب الذين هيمنوا علي مقدرات مصر بعد السطو علي ثورة 25 يناير. كان يعيش بعقله ووجدانه مع تطورات الاوضاع بالوطن. كنت علي اتصال دائم به. اشعر بمدي الآلام التي يعيشها في منفاه الاجباري والتي كانت تفوق آلام المرض الذي داهمه في السنوات الأخيرة. عرفت إبراهيم سعده في بداية السبعينيات عندما كان قد تم تعيينه مراسلا لصحف أخبار اليوم في سويسرا. ربطت بيننا أخوة وصداقة. كان لقائي الأول معه في چنيف حيث كان يقيم بعد استكمال دراسته. استمرت صداقتنا وزمالتنا منذ ذلك الوقت وكنا علي تواصل استمرتا وتدعمتا بعد عودته الي القاهرة والعمل في الأخبار ثم في أخبار اليوم. اختاره الرئيس الراحل أنور السادات رئيسا لتحرير أخبار اليوم وكان عمره 42 عاما. استطاع بأفكاره المتوهجة وجرأته الصحفية أن يحافظ ويدعم انطلاقة صحيفة أخبار اليوم. كان يعمل كل شيء في سبيل خدمة العمل الصحفي المتجدد. كان الأمر الذي يشغله طوال اقامته الاجبارية في چنيف هو العودة الي الوطن. ظل هذا الامل والحلم يراودانه ويسيطران علي كل اتصالاته معي. كان دائم السؤال عن الاحوال العامة في مصر ومتابعتها. بعد تفاقم حالته الصحية تدخل اصدقاؤه وزملاؤه وعظموا جهودهم للسماح له بالعودة حتي تم ذلك بقرار من القيادة السياسية. بعد وصوله الي أرض الوطن توجه الي منزله. كانت حالته الصحية تضطره إلي التردد علي المستشفي من وقت لآخر. كان يتم ذلك وسط التفاف اصدقائه وزملائه وتلاميذه الذين كانوا يدعون الله بأن ينعم عليه بالشفاء. كان الجميع يعلمون مدي خطورة حالته إلي أن أذن الله بأن يلقاه و»إنا لله وإنا إليه راجعون». بعد رحيل الفقيد العظيم الغالي الذي يعد خسارة كبيرة للصحافة وللوطن.. فإن مايصبرنا انها ارادة المولي عز وجل حيث لامرد لإرادته. رحم الله إبراهيم سعده العلامة والقامة البارزة في تاريخ الصحافة المصرية أسكنه الله فسيح جناته وألهم أهله وكل محبيه الصبر والسلوان. وداعا ايها العزيز إبراهيم سعده.