هالني ما أعلنه محافظ الدقهلية، لكنه لم يفاجئني! د.كمال شاروبيم لم يدار عورات المحليات بل أضاف للمعلوم كون الفساد فيها بلغ الرقاب، أن بعض موظفي الوحدات المحلية تحولوا إلي »ناضورجية»! الوصف الذي اختاره المحافظ للظاهرة ان ما يحدث »اختراق»! بالتأكيد ما يحدث في الوحدات المحلية يتكرر في غيرها من المؤسسات والهيئات، ولا شك أيضا أنه لا يقتصر علي محافظة بعينها، وإنما يمتد لمحافظات أخري. كشف تحركات المسئول المعني بالرقابة أو المتابعة ينبه الفاسد حتي يستف أوراقه، وعندما يصل المسئول إلي مقصده تكون كل الأمور علي ما يرام، وبمجرد مغادرته يعود الحال إلي ما كان عليه، لتضيع حقوق، ويستشري الفساد، ولا تسأل عن كيف يتصرف من أساء حين يغيب العقاب. التحرك المفاجئ أو الحملات المباغتة تمثل حلا، لكن لن يستقيم الحال فقط عبر تحقيق عنصر المفاجأة، بل الأهم أن تكون ثمة إجراءات حاسمة لحصار الاختراق، والضرب علي أيدي »الناضورجية» بالقانون، فلا ردع حقيقيا دون تفعيل كافة الآليات التي من شأنها لن أقول القضاء النهائي علي الظاهرة ومن يجسدونها، فلن نتحول إلي مجتمع من الملائكة، إلا أن ما نأمله ألا يغادر الخوف نفوس الفاسدين، وأن يشعروا بالحصار المضروب عليهم، ثم العقاب بما يتناسب مع حجم جرمهم فور انكشافهم، فسرعة العقاب -بحد ذاتها- تمثل سيفا يجب أن يظل مرفوعا ليهوي دون رحمة علي رقاب كل منحرف فاسد، يتخذ من »ناضورجي» العصابات الإجرامية القدوة والمثل.