مما لاشك فيه أن هناك نقدا عاليا لأحوال الإعلام بصفة عامة في ظل مرحلةٍ يعاني الرأي العام فيها من خلط الأوراق، ونحن أيضاً في احتياج إلي نظرة جديدة لمحاور الثقافة والتعليم كعنصر مكمل في تكوين الرأي العام. الصحافة والإعلام أولاً: المباديء العامة - الصحافة بين جذب القاريء بالإثارة وبين الالتزام بالموضوعية. - المنافسة في معدلات التوزيع ومصداقية الإحصائيات المنشورة وعلاقتها باتجاهات االرأي العام. - الصحافة مهمة وطنية أم عمل حرفي بحت أم مشروع تجاري ؟؟ ثانياً: آليات التطوير والإصلاح 1- ملكية الصحف: ملكية عامة أم ملكية خاصة ؟ 2- هل يبقي المجلس الأعلي للصحافة كعلاقة الربط بين الدولة والصحافة؟ وهل سيبقي في حالة اختيار نظام الملكية العامة السلطة التي تختار رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير؟ 3-هل يترك لرئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير مسئولية تعيين المسئولين في المجلات والصحف التابعة لمؤسساتهم بعد استشارة مجلس التحرير ؟ 4- هل في حالة اختيار الملكية الخاصة للصحف هل يبقي المجلس الأعلي للصحافة ويختار أعضاؤه البرلمان أو مجلس الشوري القادم - علي أن تتغير طبيعته - ليكون بمثابة المؤسسة التي ترعي أخلاقيات مهنة الصحافة وحماية القاريء؟ 5- أهمية دور التدريب المهني للصحافة والتمكن من قاعدة المعلومات وشبكة الأنترنت لننتقل من صحافة البلاغة والإنشاء إلي صحافة العلم والإبداع. 6-أهمية إعادة صياغة ميثاق شرف لمهنة الصحافة تجعل الجزاء المهني للصحفي يأتي من نقابة الصحفيين وبالتحديد من مجلس أعلي ينشأ خصيصا ويسمي "المجلس الأعلي لميثاق الشرف" وتنضم إليه بعض الشخصيات العامة وتكون مهمة ميثاق الشرف هي نقل اختصاص محاسبة الصحفيين من النيابة العامة إلي نقابة الصحفيين، إلا في جرائم معينة تقتضي خطورتها تدخل مؤسسات القضاء والنيابة المنوط بها حماية الحق العام للمجتمع حينما يعرض الرأي العام للخطر. الإذاعة والتلفزيون - إدخال عناصر شابة كمقدمي برامج التلفزيون والإذاعة في أمس الحاجة إلي تعاون وحوار جيل رواد وعمالقة هذا الجهاز الشامخ مطلوب ألا نترك جيل العمالقة بقاعدة إدارية تسمي سن المعاش تمنعنا من أن نضع رصيد تجاربهم في خدمة الأجيال الشابة الصاعدة وإذا صح أنه سيمكن إنشاء معهد يلتقي فيه الجيلان المعطي والمتلقي ليتنا نسميه "معهد حوار الأجيال". - بجانب اختيار شخصيات عامة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون هل يمكن اختيار مجلس خبراء يقوم بدور استشاري يستفيد به رئيس الاتحاد ورؤساء القنوات والمؤسسات يختار أعضاءه مرة أخري من رواد وعمالقة الإذاعة والتلفزيون. كما أن اتحاد الإذاعة والتلفزيون نفسه يمكن أن يستفيد أيضا من هذا المجلس الاستشاري الذي سيكون بمثابة مجالس متخصصة تقوم بعمل تقرير سنوي يساهم بالارتفاع بفكر وأداء هذه الأجهزة المعنية. الثقافة والتعليم ولأن ثمة جزءا ثقافيا وحضاريا في حوار الأديان فلقد اقترحت اللجنة الدائمة للأزهر لحوار الأديان في لقاء سنوي مع الفاتيكان أن يتم إيداع ورقة عمل حول رفض التعميم في الأحكام وقد نوقش هذا البحث في كلية اللاهوت وكان رد الفعل وقتها إيجابيا أن يبادر الجانب المسلم بتوضيح مخاطر التعميم في الأحكام. ثقافة ومعرفة التاريخ أن نعلم أن مسيحيي الشرق مثلا أثناء الحرب الصليبية كانوا بجانب أصحاب الحق المسلمين الذين اعتدي علي أرضهم غزاة الفرنجة ؟ وعلي مستوي آخر أقول لكم إن الثقافة والتاريخ يقولان لنا إن أحد قديسي الكاثوليكية "سان فرانسوا داسيزي" قد اعترض علي الحروب الصليبية التي كان من بين من قادها الفاتيكان وجاء إلي مصر ليطلب من ملكها أن يتعاونا سويا لحقن الدماء. المحاور التي يمكن أن نعتمد عليها لتحقيق ثقافة السلام: المحور الأول: يتركز حول الاهتمام بموضوع لقاءات الشباب في قرطبة وفي مصر من مختلف الأديان والأجناس لعدة أيام يتبادلون فيها الفكر والمشورة والمحبة والتعايش المشترك. المحور الثاني: حول تبادل الموسيقي لغة الماضي والحاضر في التقارب واتفقنا علي أن نبدأ بجانب استقبال فرقة الفلامنكو بالقاهرة وأن نبعث إلي قرطبة بفرقة انتصار عبد الفتاح للإنشاد الإسلامي المسيحي . المحور الثالث: فهو تبادل زيارة خبراء وعقلاء من الجانبين بين قرطبة والعالم العربي لتعظيم أهمية نموذج قرطبة .وعمل مائدة مستديرة للبحث عن مصالحة تاريخية بين الغرب الذي يصر علي حرية الرأي والتعبير بلا حدود ولا قيود وبين العالم الشرقي والعربي والإسلامي الذي يصر علي حماية القيم والرموز. ويجب التنويه علي أهمية مبادرة أخيرة بدأ إعداد الأرض لطرحها وهي عبارة عن جسر يربط الثقافة بالتعليم وبالكتاب المدرسي للطلاب والتلاميذ وهو الاهتمام بالكتاب المدرسي ليعطي رسالة تتكلم عن التعايش والسماحة والمحبة بين أتباع الأديان لأن أطفال وشباب هذا اليوم من واجبنا أن نحميهم من خطر التطرف الفكري الذي هو الأب الروحي لكل أنواع العنف التي هي عنصر طارد بطبيعة الحال لثقافة الحوار.