سر هذا الكون ليس فيما نعلمه، بل فيما يخفي علينا.. والرئيس الأمريكي ترامب أذاع أسراراً في حديثه الأخير ل »فوكس نيوز»، لا يجرؤ علي كشفها إلا ترامب. أولها: أن بن لادن الذي قتل عام 2011، كان يعيش في قصر جميل بجوار الأكاديمية العسكرية في باكستان، وكان الجميع يعلم ذلك، ودفعت أمريكا مليارات الدولارات للكشف عن مكانه، ولكن لم يقل الباكستانيون أن بن لادن يعيش بينهم. ثانياً: أن الجنرال وليام مكرافين قائد العمليات الخاصة المتقاعد في البحرية الأمريكية، الذي أشرف علي مقتل بن لادن والقبض علي صدام حسين، هو حليف لهيلاري كلينتون وأوباما، وكان من المفترض أن يمسك بن لادن بسرعة، ولكنه لم يفعل. معني كلام ترامب أن الإرهاب لا يستطيع العيش، دون دعم ومساندة من الكبار، وينفقون مليارات الدولارات لرعايته سراً، والزعم بالتصدي للإرهابيين في العلن.. ولكن السؤال الذي لم يجب عنه ترامب: هل لا يزال الإرهابيون الآخرون يتمتعون الآن بنفس الحماية السرية حتي الآن؟ هيلاري وأوباما كان لهما دور كبير، في تحريك قوافل الشر، لتفكيك دول الجحيم العربي، وإشعال حروب » الفناء الذاتي»، بين الجماعات الإرهابية المتسترة بالدين، ليس حباً في الإسلام والمسلمين، ولكن لإعادة تقسيم المنطقة الغنية بالبترول والدولار، بما يحقق مصالح بلادهم. أصعب الأشياء أن تكون الخيانة وجهة نظر، فصدام خان العروبة بغزو الكويت، وبن لادن خان الإسلام بقتل المسلمين، وأمريكا اعتبرتهما مثل خيول السبق العجوزة، فأطلقت عليهما رصاصة الرحمة.
وزير داخلية تونس هشام الفراتي، لم يكشف سراً، ولكنه أطلق تحذيراً شديد اللهجة، حين قال إن الانتحارية »مني قبلة»، التي فجرت نفسها يوم 29 أكتوبر الماضي، صنعت العبوة الناسفة، من المنشورات المتوفرة علي الصفحات الأصولية، وجهزتها بنفسها، وتم العثور في منزلها علي المواد التي تستخدم في ذلك. إذن.. لم يكن وراءها تنظيم ولا تكليف، ولكن بطريقة »الذئاب المنفردة» المنتشرة في أوربا،.. الإرهاب العشوائي الأكثر خطورة من العصابات العنقودية، ولا يمكن التكهن بتحركاته، أو الأماكن المستهدفة. من حق الدول المهددة أن تحمي نفسها، من شر مواقع التواصل الاجتماعي، زمان كانت أجهزة الأمن تلهث وراء مروجي المنشورات في الشقق والشوارع والمظاهرات رغم سذاجتها، والآن أصبحت المنشورات في كل بيت ولدي كل كبير وصغير، والوقاية منها تحتاج جهوداً جبارة.
رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا جيلارد، عنفت أحد المتشددين الإسلاميين بقولها: أنت متعصب فلماذا غادرت دولتك الإسلامية أصلاً؟.. أنتم تهاجرون إلي دول تقولون الله أخزاها بالكفر، لماذا؟.. من أجل الحرية والعدل والضمان الصحي والمساواة أمام القانون. أضافت: لماذا تتحدثون معنا بتعصب وكراهية، فقد أعطيناكم في بلادنا، ما تفتقدونه في بلادكم.. احترمونا أو غادروا! .. ولا تعليق.
تغيرت السلوكيات إلي الأسوأ، وانهار التعاطف الإنساني إلي الدرك الأسفل، وتراجعت القيم والمبادئ، وانتشر الكذب والزيف والخداع، وانفجرت بالوعات التلوث الأخلاقي، ويخيل إلينا أحيانا أن مصر الآن ليست هي مصر التي نعرفها وقرأنا عنها، ونراها فقط في الأفلام ابيض واسود.. أننا في حاجة إلي استعادتها واستردادها، فهذا ليس شعبها الطيب، الذي تجمعه المحبة والسراء والضراء. ما الذي حدث وأدي إلي تغير الشخصية المصرية بهذا الشكل، ولماذا يتزاحم الناس حول مصاب صدمته سيارة، لتصويره بالموبايل وهو ينزف ويتألم وليس لإنقاذه و»شيّر»؟.. ولماذا لا يهب الشبان للدفاع عن بنت حتتهم لإنقاذها، بل هم الذين يتحرشون بها ويخطفونها ويغتصبونها؟، ولماذا اختفي من حياتنا الرمز ورجل الحكمة، الذي يأمر فيطاع بعدالته وحكمته في فض الخلافات والمنازعات؟.. ولماذا يكره البعض بلدهم اكثر من ألد الأعداء؟.