أطلق حزب مستقبل وطن، »أمانة الجمالية» أولي فعالياتها الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، أمس الأول، لدعمهم ومساندتهم من خلال توفير كراسي متحركة و أجهزة تعويضية و أطراف صناعية، بالإضافة إلي تكريم أسر هذه الفئة. وشهد السرادق الذي أقامه الحزب بشارع باب النصر بالجمالية، إقبالاً كبيرًا من قيادات الحزب وأهالي المنطقة للمشاركة في الفعالية التي بدأت في تمام الساعة الثالثة عصرا واستمرت حتي السابعة مساءً. ويأتي ذلك بعد تخصيص الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018 لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة فبدأ الاهتمام بتلك الفئة المجتمعية الهامة من كافة الجهات تنفيذا لتوجيهات الرئيس.. وحضر الفعالية، داكر عبداللاه أمين السياسات والتخطيط الإستراتيجي بحزب مستقبل وطن بالقاهرة وفؤاد القاضي أمين العمل الجماهيري بالقاهرة وعيد درويش أمين قسم الجمالية بالاضافة لعدد من القيادات.. وتولي عدد من شباب الحزب مهام تنظيم الفعالية بشكل متميز، فيما شهد السرادق الذي تزين بأعلام مصر وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي تأمينا تاما من قبل الأجهزة الأمنية. وبدأت الفعالية بقيام أحد الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوته العذب ثم كلمة لعدد من قيادات الحزب اعقبها تسليم المكرمين علي المنصة بالكراسي المتحركة وشهادات أمان بالإضافة إلي خطابات تمكنهم من استلام الأطراف الصناعية من الشركة المختصة. تعميم الفعالية وقال فؤاد القاضي أمين العمل الجماهيري بالقاهرة إن إعلان الرئيس عام 2018 لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتخصيص 500 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لرعاية متحدي الإعاقة دفع أمانة الحزب بالقاهرة لبدء فعاليات تكريم هذه الفئة الهامة والبداية من منطقة الجمالية باعتبارها مسقط رأس الرئيس السيسي. وتابع بأنه تم الوصول لأكثر من 80 حالة وتكريمهم من خلال كراسي متحركة وخطابات لاستلام أجهزة تعويضية وشهادات أمان بقيمة ألف جنيه وفي حالة حدوث إصابة أو وفاة يتسلم أهل المتوفي 150 ألف جنيه وانه تم الوصول إلي هذه الحالات بمساعدة »مشايخ» المناطق ودراستها وفحصها عن طريق فريق من الشباب المجتهد.. وأكد القاضي ان أمانة الحزب بالقاهرة سوف تعمم هذه الفعاليات بمعظم أقسام القاهرة. الأم المكلومة وما بين فرحة الهدايا الجديدة وآلام الوجع الذي ينهش أجسادهم انتشرت حالة من الأسي علي وجوه أولياء الأمور الذين جاءوا بصحبة الحالات لتسلم هداياهم. ففي أقصي السرادق تجلس امرأة عجوز في ردائها الأسود والحزن يكبل لسانها عن الحديث، وبجوارها يجلس ابنها القعيد، تامر أحمد حسين، 37 عاما، علي كرسيه المتحرك ويهذي بكلام غير مفهوم، تقول الأم:» لم يكن ابني به شيء، كان سويا متزوجا وعنده ثلاثة أطفال، يعمل بورشة سباكة، تدر عليه دخلا يكفي أسرته، حتي تعرض لأزمة عصبية، عندما كان يسير في طريق مظلم وخرج عليه عدد من الكلاب الضالة وتكاثرت عليه وأخذت تنهش في جسده، فوقع علي الأرض مغشيا عليه، وعندما استفاق وجدناه لا يعي شيئا مما حوله ولا يحرك قدميه»، وأضافت أن زوجته خلعته بعدها وتركت له الأولاد وحتي الآن تعوله الأم المكلومة والأب. ميسور الحال يجلس وحيدا وعلي ملامحه علامات الحزن والضيق.. لم تستطع فرحة التكريم محو الآلام والمعاناة التي تسيطر علي حياته.. حمادة يوسف صاحب ال43 عاما يعاني من بتر في ساقه اليسري بسبب مرض السكري منذ 6 سنوات جعلته قعيدا لا يستغني عن الكرسي المتحرك كان ميسور الحال قبل الاعاقة حيث عمل كصائغ إلا انه بعد بتر ساقه ومرضه تدهور الحال وترك العمل واصبح غير قادر علي سد احتياجات أسرته فتركته الزوجة بعد رفع قضية خلع وحرم من طفليه التوءم. فيما كانت حالة الطفل مصطفي مختار، 12 عاما، أشد قسوة، حيث وُلد بعاهة في قدميه وثقب في قلبه، كلفه معاناة طيلة حياته وعبئا ثقيلا علي كاهل والده القعيد أيضاً العاطل عن العمل، إلا أن القدر عوضه بإخوته الذين ينفقون عليه وعلي ابنه، وأضاف الأب:» قمنا بأربع عمليات لمصطفي منذ مولده، احداها كانت بالمخ واثنتان في الظهر وواحدة في القلب وأخري في قدميه»، رغم ذلك لم يستسلم مصطفي لعاهته وسعي لتحقيق حلم والده في أن يراه دكتورا جامعيا وانطلق في دراسته محرزاً مراكز متقدمة في التعليم، حيث يدرس في الصف الثاني الإعدادي. علاج شهري وبجوار أم تخطت الستين من عمرها، كان يجلس شاب ناضج، وفي يديه ألعاب أطفال يحركها بيديه يميناً ويسار ويحدثها بلغة طفولية يغلفها التلقائية والسذاجة، تامر عمارة، 39 عاما، ولكن عقليته لطفل في الثالثة من عمره، يعاني من النمو العقلي الذي توقف عند سنته الثالثة، تحكي الأم أنها تشتري له جميع الألعاب التي يريدها، وكلما يري لعبة مع طفل في الشارع يرغب في شرائها، كما أنه يعاني من الصرع، يكلفها علاجا شهريا ب 600 جنيه، وأضافت:» ابني نفسه في لاب توب يلعب عليه بس مش معايا فلوس، وكنا بناخد 320 جنيها من التضامن كل شهر بس قطعوها عننا ما أعرفش ليه». وبعد دقائق من انطلاق الحفل فوجئنا بالطفل المعجزة، يوسف أحمد، 10 سنوات، فقد بصره منذ صغره، إلا أنه تعلم القراءة والكتابة علي طريقة برايل، واستطاع بفضل قوة تركيزه واهتمام أمه أن يحفظ القرآن كاملاً علي طريقة برايل، فتقول أمه:» فقد ابني في البداية عينا واحدة، وبسبب عملية خاطئة فقد في أثرها عينه الأخري ، وعندما لاحظت أن صوته جيد في قراءة القرآن وترتيله عزمت علي تحفيظه القرآن كاملاً»، مضيفة أنها تتمني رؤيته أستاذا جامعيا في أحد الأيام. وفي مقدمة السرادق كانت تجلس سيدة في نهاية الثلاثينات من عمرها، تجلس عن يمينها شابة صغيرة تدعي هند حسني، 18 عاما، تدرس في الفرقة الأولي بكلية التجارة، قعيدة كرسي متحرك، تقول الأم إنها تناولت عقاقير أثناء حملها مما أثر بالسلب علي ابنتها، مضيفة:» بنتي لو رجليها لمست الأرض بتتشقق، وبصرف عليها علاج شهري بسعر يعدي 500 جنيه»،.