الصراحة التي تحدث بها الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية 29 للقوات المسلحة وضعت النقاط علي الحروف في العديد من القضايا خاصة فيما يتعلق بالتشكيك في حرب أكتوبر أعظم انتصارات الجيش المصري علي مر التاريخ، وصفها بالمعجزة تماما كما وصفها صاحب قرار الحرب الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات في أوج المعارك يوم 16 أكتوبر. المعجزة كانت في الرجال الذين نفذوا بالنار والدم المعارك وخاضوها بكل شجاعة وإقدام غير مبالين بما يملك العدو من سلاح وعتاد وهم يعلمون التحديات التي تواجههم خاصة عبور القناة الذي كان في عرف العسكرية من المستحيلات فما بالكم بالساتر الرملي وخط بارليف المنيع وأنابيب النابالم التي وضعتها إسرائيل في مياه القناة لتشعلها لو فكر المصريون في عبورها لتحيل جثثهم إلي رماد في لحظات ويفشل الهجوم أو المحاولات في اقتحامها أو الوصول للشاطئ الآخر من ضفاف القناة. حتي اليوم مازال المشككون يرددون أن مصر كانت علي اتفاق مع أمريكا علي مجرد تحريك القوات ولكن جاءت كلمات الرئيس لتؤكد أن ما تم هو معجزة مصرية في حدود كل الإمكانيات التي كانت متاحة في ذلك الوقت وإذا كانت كلمات الرئيس تحمل كلمة الانتحار فهو انتحار كان محسوبا إما نكون أو لا نكون حتي لا يفسرها البعض بأن القيادة في ذلك الوقت لم يكن يفرق معها النصر أو الهزيمة وأنها خاضت المعارك بشعار »يا طابت يا اتنين عور». كل شيء كان بحساب وبدقة متناهية بداية من خطة الخداع الرائعة التي شلت تفكير العدو حتي قبل أن يبدأ الهجوم ثم بالعبور المذهل الذي لم يكن أحد يتوقعه ولكنه حدث في 6 ساعات وكان عند الثامنة من مساء 6 أكتوبر أكثر من 80 ألف جندي مصري من المشاة والصاعقة ورجال القوات الخاصة علي الضفة الشرقية بعد أن رفعوا علم مصر علي حصون بارليف المنيعة، أدرنا الحرب بإمكانياتنا وهو ما تضمنه أمر القتال والحرب نصا والذي كُتب بخط المشير الجمسي ووقعه الرئيس السادات وجاء به أن تقوم القوات المسلحة بتحرير الأرض خطوة خطوة وفقا لإمكانياتها المتاحة ولكن أحدا لم يدرك ذلك ولا قرأ التفاصيل. وكان الهدف ان تكون القوات تحت حماية الصواريخ المصرية. المعركة المعجزة كانت في الرجال الذين عبروا وخاضوا أشرس المعارك وانتصروا وحققوا ما كان مستحيلا، ويكفي أن نعلم أن المؤسسات العلمية العسكرية تدرس الآن نظريات أخرجتها الحرب وعلي رأسها مواجهة الجندي عاري الصدر الدبابات والمجنزرات الحديثة بصدره ليدمر الفرد وحده وفقا للإحصاءات التي سجلت ما بين 20 و25 دبابة كما حدث مع البطل عبدالعاطي صائد الدبابات، كما يدرس في أرفع الأكاديميات نظرية الخداع ومعارك العبور والدبابات الكبري وقبلها جميعا حائط الصواريخ الذي حيد طيران العدو عن المعركة خاصة في ساعاتها الأولي الحاسمة والتي تحقق فيها النصر ومن منا لا يتذكر ما قاله الرئيس السادات في غرفة العمليات للقادة بعد أن علم بنجاح الضربة الجوية الأولي من أن النصر آت إن شاء الله. كان الرئيس السيسي حاسما وهو يوضح للناس أن العدو لم يكن ليرضي بالانسحاب وترك الأرض إلا إذا كان قد ذاق طعم الهزيمة والانكسار وفقدان الآلاف من جنوده ما بين قتيل وجريح والأطنان من عتاده المدمر علي أرض المعركة حتي الثغرة لو لم يكن مدركا قدرة الجيش المصري علي تصفيتها لما انسحب بعد تلك الضجة التليفزيونية التي أثارها حولها ويكفي أن أنور السادات وصفها بالجيب وكان معه الحق كله. فقد اعد العدة فعلا لتدميرها. ما أحوجنا أن ندرك بالتفصيل ما كان يحدث وما يجب أن يحدث بلا تهويل ولا استهانة وذلك لن يتأتي إلا بإحياء الوعي كما يطالب الرئيس وذلك بأن يسارع كل منا لمعرفة الحقائق دون الانسياق وراء الشائعات وأن يكون الوعي متناميا يدرس وينقب. كل التحية لجيش مصر جيش العبور القادر بإذن الله علي تحقيق ألف عبور وعبور نحو الأمن والأمان والرخاء.