فعلت تركيا ما لم تفعله مصر.. وجهت صفعة عنيفة لاسرائيل بطرد السفير الاسرائيلي في أنقرة وتعليق جميع الاتفاقيات العسكرية المشتركة بين البلدين ردا علي تقرير الاممالمتحدة المنحاز الخاص بهجوم البحرية الاسرائيلية علي أسطول الحرية التركي العام الماضي لمنعه من توصيل المساعدات الانسانية للفلسطينيين المحاصرين في غزة ووصفه بأنه دفاع عن النفس. أما حصار اسرائيل للقطاع فاعتبره التقرير شرعيا .. فالأمم المتحدة تكيل بمكيالين وتجامل الكيان الصهيوني وتضفي صفات الشرعية علي أعماله العدوانية بدلا من أن تكون هيئة دولية محايدة وموضوعية ..وبعد أن رفض وزير الخارجية الاسرائيلي الاعتذار -كالعادة- رفض الرئيس التركي عبد الله جول هذا التقرير وأعلن أن علي اسرائيل أن تدفع الثمن . بل تصاعد الموقف فعززت البحرية التركية من تواجدها في شرق المتوسط لحماية حقول الغاز وحماية قوافل المساعدات الانسانية الي غزة وقرر رئيس وزرائهم زيارة قطاع غزة بنفسه قريبا . لم تستند تركيا الي قوتها الاقليمية فحسب وإنما حافظت علي كرامتها الوطنية .وبالطبع لقيت القرارات التركية ترحيبا من المصريين شعبا وسياسيين وتمني كل مصري أن تتخذ حكومتنا موقفا مماثلا لمنع تكرار هذه الحوادث مستقبلا ؟ لماذا لم نسحب سفيرنا في تل أبيب أو نطرد السفير الاسرائيلي أو نلغي اتفاقية تصدير الغاز ؟ وكلها مطالب شعبية كانت كفيلة بردع السلوكيات العدوانية لاسرائيل. لن ينجح الجدار العازل الذي يجري انشاؤه أمام السفارة الاسرائيلية في حمايتها من غضب الشعب إذا تجددت الغطرسة والاستفزازات الاسرائيلية فكما استطاع شاب مصري تسلق عشرين طابقا لينزل العلم الاسرائيلي ويرفع العلم المصري فيما يشبه المعجزة فيمكن أن تتجدد المعجزات إذا جرحت كرامة المصريين . نتمني أن نري قريبا تعديلات جوهرية في اتفاقية السلام والترتيبات الأمنية الخاصة بنشر القوات في سيناء فالأعداد الهزيلة من القوات المصرية تدفعنا للقلق علي سيناء بموقعها الاستراتيجي وعدم كفاية التعزيزات الأمنية اللازمة لحمايتها خاصة مع انتشار الجماعات المسلحة بالأسحة الثقيلة ومحاولات فصلها عن الوطن الأم ..مما دفع القوات المسلحة للقيام بأكبر حملة تمشيط للقضاء علي الارهاب و تدمير الأنفاق التي كانت تستخدم لتهريب البشر والسلاح والمخدرات. المؤتمر الصحفي المريب الذي عقده المحامون الكويتيون المتطوعون للدفاع عن الرئيس السابق تحول الي ساحة معركة فمؤيدوه اعتدوا علي صحفي زميل لأنه استخدم كلمة الرئيس (المخلوع) واندفعوا يهتفون بشعارات التأييد..هل من حق هؤلاء المحامين أن يقولوا إن مبارك مازال الرئيس الشرعي لمصر؟ لم يكن مؤتمرا صحفيا بل كان جمعا سياسيا لتوصيل رسالة عن احتمال براءة مبارك وعودته للحكم فامتلأ بلافتات التأييد وتم حشد مؤيديه ممن يسمون أنفسهم ابناء مبارك ومنعت صحف معينة وبعض القنوات التلفزيونية من الحضور!كيف يسمح لهذه الأصوات المسمومة أن تتبجح بهذا الشكل الفج ؟وهل لو سقط حاكم الكويت وحوكم كانوا سيسمحون للمصريين بالتدخل في شئونهم؟ لماذا يتعرض المعتمرون المصريون بصفة خاصة للمعاملة السيئة والاهمال من السلطات السعودية؟ لابد من وقفة جادة من وزارات السياحة والداخلية حفاظا علي كرامة المصريين الذين يمثلون نسبة كبيرة من الحجاج والمعتمرين الذين يدرون أرباحا ضخمة للمملكة..المصريون يستحقون معاملة أفضل ولن ينالوها الا اذا دافعت حكومتهم عن حقوقهم ..انتهي عهد بهدلة المصريين ولن يعود أبدا.