لم تغب صورته قط، لم تفارق مخيلتهم، مازالت رائحته تعبق، وتملأ جدرانا تزينت بصور حزينة، الكلمات لن تفي، الدموع لن ترثيه، فإنه أكبر من أن تحوله الأيام إلي ذكري عابرة بل سيبقي للأبد. بهذه الكلمات التي شابها حزن مرير علي فراق أبدي للأحباب عبرت زوجة الشهيد العميد علي أحمد فهمي عن حزنها لفراقه الذي استشهد برصاصات الغدر أمام منزله أثناء توجهه إلي عمله . وتقول نهي عبد السلام زوجة الشهيد إن لحظات فراقه باتت مريرة واظلمت أمامنا الدنيا منذ أن تلقينا خبر استشهاده ومازلنا نلتفت عليه من حولنا ولكن لا نجده بجوارنا عندئذ تسري في أطرافنا وأجسادنا رعشة الخوف والغدر.. نحتار ونخاف أن نصدق ما سمعناه.. فالحقيقة دائما قاسية . وبكل هذه الكلمات الحزينة المؤلمة تراها عالقة في أذهان أسرة الشهيد العميد علي أحمد فهمي ابن الجيزة الذي ترك زوجته و3 من الأولاد أكبرهم حاتم رابعة هندسة ويوسف ثانية تجارة وياسين في الصف الثاني الإعدادي.. والذي كان يعمل رئيسا للمرور قبل أن يستهدفه الإرهابيون علي بعد كيلومتر تقريبا من منزله ويطلقوا عليه رصاصات الغدر والخيانة ويحرقوا سيارته بالمجند. وأضافت نهي عبد السلام أنه قبل نزوله بلحظات نادي ابنه الطفل الصغير ياسين وقبله وطلب منه أن يذاكر دروسه ليصبح متفوقا في مسيرته العلمية كما وعده بمكافأة إذا نجح بتفوق في امتحانات نصف العام وأنه كان قد اعتاد اصطحاب »ياسين» معه إلي العمل وقضاء اليوم بصحبته إلا أن القدر أنقذ ابنها من الحادث لعدم خروجه معه في هذا اليوم وقال كلمته الأخيره »خلي بالك من الأولاد». ووضحت زوجة الشهيد أن زوجها تلقي تهديدا من أحد الأشخاص المجهولين قبل استشهاده في 9 يناير 2016 أثناء تواجده لأداء صلاة العصر برفقة طفله الصغير ياسين بمنطقة فيصل وعقب الانتهاء من الصلاة تقابل مع أحد الأشخاص وهدده . وأكدت أن وزير الداخلية أكد لها أن حق زوجها لن يضيع وأنه في رقبته ووعدها بالقصاص العاجل.. كما وجهت الشكر للواء محمود توفيق وزير الداخلية واللواء خالد فوزي مساعد الوزير للعلاقات والإعلام واللواء أشرف عزت وكيل الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية ومدير إدارة الشهداء مروان مصطفي علي مجهوداتهم المبذولة اتجاه جميع أسر الشهداء والمصابين وحثهم علي التفوق والاجتهاد وإقامة العديد من الحفلات لإظهار مدي الحب والتقدير لهم علي كل ما قدموه من أجل أمن المواطنين والحفاظ علي مقدساتهم . وقال ياسين نجل الشهيد إنه يأمل أن يلتحق بكلية الشرطة ليكمل مسيرة والده العطرة التي أثني عليها جميع زملائه وأقاربه ويقتص من جميع الإرهابيين الذين يعبثون بأمن الوطن ومقدساته . وأشار حاتم نجل الشهيد إلي أنه لا يستطيع أن ينسي مدي حنية والده عليهم وأنه مهما عبر بالكلمات فلن يوفي والده حقه مؤكدا أن جميع نصائح والده مازالت عالقة في ذهنه كما أن الوسام الذي منحه الرئيس لهم في حفل الشرطة في العام المنصرف خفف من آلامهم .