يطرح الأديب هشام فاروق سؤالًا في روايته الأولي »الساخطون» هو كيف تصبح حياة شاب حين يجد نفسه فجأة وقد تحول إلي شخص مسن؟، ويقول هشام: الفكرة فرضت نفسها علي مخيلتي واستحوذت علي كل تفكيري من واقع ما أراه من الأحداث الجسام التي مررنا بها في العقد الحالي لأجدني أتابع كل من حولي لأجد الشكوي هي ملخص الحالة الذهنية عند الجميع وقد أثرت فينا بصورة عميقة، لم تفرق بين غني وفقير، أو بين من يعاني من أزمة حقيقية في حياته أو من يتوهمها، ويحدثنا هشام أكثر عن روايته الصادرة مؤخراً عن دار العين عبر السطور التالية.. • متي يتحول الشاب إلي رجل مسن؟ -حين ينتظر العون من غيره ويعتمد عليه، ولا أعني بذلك ألا يطلب الإنسان المساعدة من الآخرين في اجتياز دروب حياته الوعرة، فنحن في الأخير حيوانات اجتماعية تعيش في مجموعات، ولكن تظل الخطوة الأولي دائما هي نتاج إرادتك وحركة قدميك.. من يسخط أكثر الشباب أم العجائز؟ - أود أن أوضح أولًا بأن الشيخوخة والتقدم في السن تم استخدامهما في الرواية كرمز، العجز، ويبدو هذا منطقيًا علي المستوي الرمزي، لأن تلك هي دورة الحياة كما نراها، الشيخوخة يصاحبها الوهن وقليل الفعل، حين يصبح المرء في حاجة إلي غيره لقضاء حاجاته، وقد يتبع ذلك ضجر وشعور بعدم الرغبة في الحياة، أما الكارثة فهي أن يستحوذ هذا الشعور علي طاقة الشباب الفاعلة دون مبرر فيتحول المجتمع إلي كيان هرم. تكررت جملة في الرواية »توقف الزمن لحظة»، كيف يوقف الإنسان الزمن؟ - نحن نخلق الحدث ونتعامل معه، والزمن هو الوعاء لهذه الأحداث، يرصد تتابعها، ولا قيمة للزمن دون حدث، وأهمية الحدث تكمن في تأثيره والتعلم منه، ويوقف الإنسان الزمن بالفعل كلما رصد إدراكه حقيقة يتعلمها، أو معرفة قابلة للاستيعاب، بالنسبة إلي عقل الإنسان هو الدليل الأعظم علي قدرة الخالق وإبداعه. ما هو مشروعك الإبداعي القادم؟ - لدي عدة مشروعات، والحقيقة أن كثرة تلك المشروعات يعطلها جميعا لكني أعمل جاهدا كي أضع أولويات وخطة عمل، فأقوم بكتابة رواية جديدة تتلخص فكرتها في قدرة الإنسان علي تغيير واقعه، كما أشارك في إعداد السيناريو لفيلم سينمائي عن روايتي الأولي (الساخطون) يشرف عليه صديقي وأخي أيمن بهجت قمر، كما أوشكت علي الانتهاء من مجموعة قصصية.