كثيرمن المخرجين المسرحيين،يعاودون تقديم مسرحية سبق أن قاموا بإخراجها مرة أخري،وعلي فترات زمنية متباعدة، بممثلين مختلفين،وسياقات ولهجات وثقافات مختلفة،وبالطبع برؤي فكرية وجمالية مختلفة...كل مسرحية صالحة لإعادة النظر،وكل سؤال صالح لإعادة الطرح من جديد..وعندما يختار مخرج،مسرحية بعينها من عشرات أو ربما مئات المسرحيات التي قام بإخراجها، ليكرر إخراجها بطريقة مختلفة، يكون سؤال المسرحية هو هاجس المخرج، خلال مشواره المسرحي والوجودي..هذا ما شغل المخرج المسرحي العراقي جواد الأسدي، دائما بمسرحية جان جنيه(الخادمتان)والتي سبق أن أخرجها 4 مرات خلال أكثر من عشرين عاما في بلاد مختلفة..المرة الأولي قدمها في بغداد بفرقة عراقية، ثم قدمها في بيروت 2009وفي القاهرة قام بإخراجها علي مسرح الهناجر2010بطولة نهلة سلامة وعبيرالشرقاوي،وحاليا يشارك الأسدي ب(الخادمتان) مع فرقة(دوزمسرح)المغربية في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر..هذه المرة بدت المسرحية أكثرصفاء وحرية، حرص جواد الأسدي علي التخلص من كل الزوائد والثرثرة الجمالية، محققا إيجازا وتكثيفا هو جزء من رؤية العرض وحريته..المسرح خال تماما إلا من قطعة قماش بيضاء علي الأرض،هي حدود حركة الممثلين، وطاولة مستطيلة مغطاة بالأسود في خلفية المسرح،توضع فوقها بعض أكسسوارات العرض(الأحذية والملابس)..فضاء عارٍ تماما وبسيط، يعادل لعبة الكشف والتعرية التي يقدمها المخرج علي المسرح..نحن فقط وجها لوجه أمام العلاقة مع الممثل(جليلة التلمسي،رجاء خرماز)كل جماليات العرض المسرحي تتشكل وتتوهج بأدائهما..نص(الخادمتان) يتناول العلاقة بين السيد والعبد، الجلاد والضحية من خلال شخصية خادمتان تتسللان إلي غرفة سيدتهما،وتقومان بسرقة ملابسها وأدواتها وزينتها، تمهيدا لقتلها بحثا عن الحرية..يعتمد الأسدي منهج التعرية والكشف،والنبش عن كل المسكوت عنه،سعيا إلي تطهيرالنفس وتحريرها.