ليتهم جميعاً فعلوا ما فعله النادي المصري . كان صاحب نادي الأسيوطي »الذي أصبح بيراميدز» قد أعلن تبرعه بمبلغ مالي للاعبي فريق المصري بعد فوزه في مباراة الذهاب بهدف مقابل لاشيء علي نادي اتحاد العاصمة الجزائري . النادي البورسعيدي صاحب التاريخ الطويل في الرياضة والوطنية تصرف كما ينبغي. قدم الشكر للمتبرع، واعتذر عن عدم قبول تبرعه لناد منافس لناديه، مرحباً بالتعاون معه في أي مشروعات تتعلق بالاستثمار الرياضي بعيداً عما يخالف الأصول، أو الأعراف الرياضية . ليتهم جميعاً فعلوا ما فعله النادي المصري !! قد يقولون إن »المصري» فعل ذلك لأن المبلغ لايساوي »نصف مليون جنيه» لكن المبدأ هو المبدأ، وأنا أعرف بورسعيد لأني من أبنائها، وأثق أن عشرات الملايين لم تكن تغير مثل هذا القرار، أو تضع »المصري» تحت أي تأثير إلا لجماهيره الوفية، ولمدينته المعتزة بكرامتها . لو أن الجميع تصرف من البداية كما تصرف النادي المصري، لكنا قد تلافينا الكثير من الأخطاء التي أثرت سلباً علي الكرة المصرية في الشهور الأخيرة، والتي تهدد بما هو أسوأ !! ولست أريد أن أنكأ الجراح، وأن أستعيد الذكريات المؤلمة لفريقنا القومي في مونديال موسكو، ودور »صاحب التبرعات» في تشتيت انتباه لاعبي المنتخب المصري »توهما أن ذلك سيكون لصالح منتخب بلاده» ولا دور من ساعدوه من مسئولي الاندية عندنا. أريد أن نتجاوز جميعاً هذه الفترة. وكنت أظن أن إجراءات ستتخذ لضبط الأمور ومحاسبة المخطئين، ووضع النظم الكفيلة بحماية أنديتنا الوطنية، وبإبعاد كل الشبهات التي يجلبها المال غير المعروف مصدره أو أهدافه.. إلي الرياضة المصرية !! الاستثمار في الرياضة له أصوله وقواعده.. وأظن أن ما يفعله صاحب النادي الذي كان يحمل اسم »الاسيوطي» لايراعي هذه القواعد والشروط . وأظن أن اتحاد الكرة الذي لم يحاسب أحداً علي ما جري في مونديال موسكو لن يصحح مايجري من مخالفات تضرب كل قواعد المنافسة الشريفة في الكرة المصرية !! لكن الأمر له جانب أخطر يتعلق بحرصنا جميعاً علي العلاقات بين الاشقاء التي تحتاج هنا الي قرارات تحسم الأمر وتمنع استغلال مثل هذه الأخطاء للاساءة لعلاقات يجب أن تسمو علي الجميع . تحية للنادي المصري البورسعيدي. وليتهم جميعاً تصرفوا -في الأحوال المماثلة- كما تصرف هذا النادي العريق !!
