تخيلوا جسدا بلا شرايين.. هو جسد ميت بلا شك.. تخيلوا دولة بلا شبكة طرق.. هي دولة بلا شرايين.. بلا أي مقومات للحياة أو التنمية. وجود شبكة طرق عملاقة ومبنية علي أسس علمية ودولية هي الطريق الأول لتنمية أي دولة.. وهي السبيل الوحيد لجذب الاستثمارات وإنشاء التجمعات السكنية المتطورة والتجمعات الصناعية الضخمة.. هي الشرايين التي تعيدها إلي الحياة وتحافظ عليها. ومع كل مناسبة نري فيها الرئيس يفتتح مشروعا ضخما أو عدة مشاريع للطرق علي مدي الوطن كله.. أشعر بالتفاؤل بمستقبل الوطن وتحقيق رؤية التنمية التي يحلم بها كل مواطن.. ومهما تكلفت تلك المشاريع من استثمارات فالخير الذي تحمله قريبا في الحاضر أو بعيدا في المستقبل.. إنها عملية تغيير شرايين في جسد تجلطت كل شرايينه. سبق افتتاح الطريق الدائري الإقليمي العملاق عدد من المشروعات القومية للطرق في العديد من المحافظات علي مدار السنوات الأربع الماضية، حيث بلغ إجمالي استثمارات وزارة النقل في مجال الطرق والجسور في الفترة من 2014 - 2018 نحو 32 مليار جنيه، منها المشروع القومي للطرق بطول 1100 كم، وبتكلفة 19 مليار جنيه، كتطوير طريق القاهرة - السويس بطول 70 كم، وتطوير طريق وادي النطرون - العلمين بطول 135 كم، وطريق شبرا - بنها الحر بطول 40 كم، وتقاطع الطريق الدائري الإقليمي مع ترعة الإسماعيلية وطريق الإسماعيلية الزراعي، وإنشاء طريق الفرافرة - عين دلة بطول 87 كم. كذلك تطوير شبكة الطرق الحالية بطول 2000 كم، وبتكلفة 6 مليارات، كازدواج طريق سوهاج - قنا الصحراوي الغربي بطول 140 كم، واستكمال إنشاء الطريق المزدوج طنطا - كفر الشيخ بطول 18 كم، وطريق توشكي - أرقين المرحلة الثانية، وازدواج طريق بني سويف - المنيا الزراعي. بالإضافة إلي ذلك تم إنشاء 6 محاور علي النيل، بطول 75 كم، وبتكلفة 3.7 مليار جنيه، كمحور بنها علي النيل، ومحور جرجا علي النيل ومحور بني مزار علي النيل، ومحور طلخا علي النيل، وإنشاء عدد 30 جسرًا علويًا، بتكلفة 3.3 مليار جنيه، منها كوبري آجا العلوي، أعلي ترعة الإسماعيلية، وجسر داخل مدينة طهطا أعلي السكك الحديدية، وجسر الكلابية العلوي. لم يشهد الافتتاح الأخير مجرد حضور لرأس الدولة مراسم الافتتاح.. بل كان حضورا لرجل يعرف كل كبيرة وصغيرة عن هذا البلد مهتما بكل التفاصيل الصغيرة فكانت ملاحظاته في الصميم وأهمها تعليقه علي تصميم أحد الكباري متسائلا: »الحتة اليمين من منزل الكوبري ليه كده، مش مستقيم هل ده طبيعي»، ليرد وزير النقل »إنه بسبب نزلة كوبري سيدي كرير والطريق بيتحول من عدة حارات». وبدا الرئيس غير مقتنع بإجابة وزير النقل ليستوثق من المهندس مصطفي مدبولي، رئيس الوزراء، الذي همهم بكلمات غير مسموعة في الميكروفون، مع الإيماء برأسه بالموافقة، قبل أن يتجه الرئيس السيسي بالسؤال إلي اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قائلاً: »يا كامل هو ده الطبيعي كده؟»، ليرد من جانبه اللواء كامل »سيتم تعديله يا ريس».. كذلك ملاحظاته علي حرم الطريق وإزالة التعديات كي يكون الطريق سليما.. ويكون المواطنون في أمان. مشهد آخر ظهر فيه متابعة الرئيس بنفسه لما ينجز من أعمال في تطوير شبكات الطرق المصرية، حين وجه حديثه لخالد عبد العال، محافظ القاهرة الجديد قائلًا: » أنا كنت قلت لك إن الطريق بتاع المطار، وده مدخل مصر، عمدان الكهرباء فيه جزء كبير منها عايز إصلاح.. من فضلك راجع الموضوع ده، أنا بس بفكرك يعني». ورد المحافظ: »حاضر يا فندم وبالفعل يا فندم توجيهات سيادتك..»، ليقاطعه الرئيس: »توجيهات إيه.. ما أنا شفت وأنا راجع»، وتفوه المحافظ بكلمات لم تتضح، ليعيد له الرئيس: »أنا شفت وأنا راجع، من فضلك يعني»، ليرد المحافظ: »حاضر يا فندم». لا شك أن مشروعات الطرق الضخمة هي مشروع قومي عملاق.. نحيي كل من خطط له ونفذه وتابعه بدقة.. فهي الشرايين الجديدة لقلب مصر.