بعد ان أقرت اسرائيل بقصفها لسوريا أكثر من 200 مرة خلال ال 21 شهرا الماضية وبإلقائها أكثر من 800 طن من المقذوفات بزعم السعي لإبعاد القوات الإيرانية المقاتلة في سوريا عن حدودها والعمل علي وقف امدادات السلاح الإيراني إلي الأطراف المتصارعة في الحرب السورية كشف تقرير لمجلة فورين پوليسي نقلته عنها الصحف اٌلإسرائيلية بأن تل أبيب قامت سراً بتسليح وتدريب أكثر من 12 منظمة معارضة مختلفة في جنوبسوريا من أجل إزاحة الميليشيات المدعومة من إيران ومقاتلي تنظيم داعش بعيدا عن حدودها. كانت اليزابث تسوركوڤ مراسلة المجلة الأمريكية قد قابلت اكثر من عشرين عنصر من عناصر الجماعات الإرهابية المتمردة واعترفوا بأن الدعم الإسرائيلي استمر طوال السنوات الماضية لكنه انتهي في الشهر الماضي فقط. حسب التقرير فقد تم نقل الأسلحة التي شملت بنادق هجومية والرشاشات وقذائف الهاون ومركبات النقل عبر ثلاثة معابر حدودية وبوابات تربط بين مرتفعات الولات وسوريا. وهي نفس المعابر التي قامت إسرائيل عبرها بنقل مساعداتها الإنسانية إلي حلفائها في سوريا. وقد دفعت اسرائيل لكل متمرد حوالي 75دولارا شهريا بالإضافة إلي مبالغ اخري للجماعات من اجل شراء الأسلحة من السوق السوداء في سوريا. ويضيف التقرير أنه حين استعاد يشار الأسد السيطرة علي مناطق جنوبسوريا في يوليو الماضي توقعت الجماعات المنشقة تدخل اسرائيل بعدما لمسوا بأنفهم المساعدات التي قدمتها تل ابيب لكن إحجام الأخيرة عن التدخل في القتال إلي جانب تلك الجماعات اصابهم بخيبة الأمل وقال احد اعضاء تلك الجماعات للمراسلة الأمريكية: »لقد تلقنا درساً لن ننساه عن اسرائيل فهي لا تأبه للبشر ولا تولي اهتماما بالإنسانية وكل ما يعنيها هو مصالحها الخاصة». تجدر الإشارة إلي ان هذا التقرير ليس الأول من نوعه فقد نشرت تقارير مماثلة في العام الماضي وكانت صحيفة وول ستريت چورنال كشفت عن قيام اسرائيل بإنشاء مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين السوريين المنتمين للجماعات الموالية لها والمعارضة للنظام السوري. كأحد وسائلها لتقديم المعونات العينية والمادية المتمثلة في التمويلات النقدية والطعام والوقود والإمدادات الطبية بما خلق واقعا باتت تلك الجماعات المسلحة وسكان المناطق الجنوبية في الجولان وغيرها يعتمدون في معيشتهم وفقا له علي المعونات الإسرائيلية. وجه الاختلاف بين التقريرين الأمريكيين ان الأول اعتمد علي معلومات ادلي بها ستة من المقاتلين المعارضين فضلا عن ثلاث شخصيات مقربة من دوائر صنع القرار الإسرائيلي لم تفصح عنهم الصحيفة وهذه الشخصيات الثلاث هي التي كشفت عن الصفقات السرية التي عقدتها اسرائيل منذ 2013 مع الجماعات المسلحة المناهضة للنظام السوري ايام وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون واستمر هذا النشاط في زمن الوزير الحالي اڤيجدور ليبرمان.