لست بضارب للودع، ولا تستهويني قراءة الكف، ولا تستميلني لعبة التوقعات، وعندما أكتب فإنني استند إلي تجارب رأيتها وعشتها بنفسي، خاصة عندما تتعلق الأمور بنجم بحجم وقيمة وشخصية وشعبية الصديق العزيز محمد صلاح أيقونة ليفربول والفراعنة ومعشوق المصريين والعرب.. نحو 4 سنوات عشتها وتعايشت خلالها مع صلاح وغيره من جيل المنتخب الاوليمبي 2012 وهو الانجاز الذي تحقق علي يد الجنرال الصغير هاني رمزي المدير الفني الأسبق بعد غياب اكثر من 20 سنة.. أسرار وذكريات تجمعني بصلاح ورفاقه.. استحضر منها الآن الأجواء المشابهة التي يعيشها صلاح المصاب قبيل المونديال، وهي نفس الأجواء التي عاشها في اولمبياد لندن 2012، فقد تعرض صلاح للاصابة باشتباه بالمزق في العضلة قبل مباراة المنتخب الأوليمبي أمام نظيره البرازيلي، وحضر هاني أبوريدة عضو الفيفا برفقة مصطفي مراد فهمي إلي معسكر المنتخب الأوليمبي قبل أيام من المباراة، وأخطرا رمزي برغبة بازل السويسري الذي كان منضما له صلاح حديثا بعدم الدفع بالفرعون تحسبا لتفاقم اصابته وذلك بتعليمات من الفيفا، فرد رمزي سريعا علي أبوريدة قائلا : لو صلاح غاب لن نصل إلي مرمي البرازيل، وفي النهاية مال رمزي إلي مستقبل صلاح وطالبه بعدم اللعب ولكن الأخير طلب منه التواجد ضمن قائمة المباراة. وجاءت لحظة المواجهة التاريخية مع راقصي السامبا بقيادة نيمار ومارسيلو وهالك وغيرهم من النجوم وبعد نحو نصف ساعة اهتزت شباك المنتخب الاوليمبي بثلاثية قاسية، وخرج الشوط الاول بنفس النتيجة، وبين الشوطين تفاجأنا بصلاح يطلب من رمزي اللعب علي مسئوليته الخاصة لأن المشهد كان مؤسفا في ستاد كارديف، وأمام وطنية صلاح وافق رمزي علي مشاركته، ولعب صلاح وكأنه غير مصاب، وكان النفاثة الفرعونية التي قلبت الطاولة في وجه البرازيليين وتسبب في تعديل النتيجة إلي 3 / 2 ولولا رعونة أبوتريكه واحمد فتحي وعماد متعب لأدركنا التعادل ولحققنا الفوز. وبعد المباراة صفق الحاضرون في مشهد جماعي رائع انبهارا بكتيبة الفراعنة الذين أحرجوا نجوم السامبا وتلاعبوا بهم وأعقب التصفيق الحاد رفعهم للبرانيط تقديرا للشوط الخيالي للفراعنة.. بانتظار مشاركة صلاح أمام أوروجواي الجمعة.. وبانتظار أن يرفع الروس الرؤوس والقباعات للفراعنة في المونديال.. ما أشبه الليلة بالبارحة يا » مو مو ».