تجددت المواجهات أمس بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي عند حاجز بيت إيل شمالي مدينة البيرة في قطاع غزة وذلك في اليوم الثاني من فعاليات »العودة الكبري» وفي أعقاب استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة أكثر من 1600 آخرين، أمس الأول. وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين نصبوا خياما بمحاذاة السياج الحدودي البالغ طوله 65 كيلومترا بين غزة واسرائيل في فعاليات تستمر حتي ذكري النكبة في منتصف مايو القادم. وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية استخدمت الذخيرة الحية ضد المحتجين بالإضافة للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وفي نبرة تحدي، أكد الجيش الاسرائيلي أمس أنه سيمضي في استهداف ما وصفها ب»التنظيمات الارهابية، اذا ما استمر العنف علي طول الحدود بين القطاع واسرائيل». جاء هذا فيما عم الإضراب الشامل الأراضي الفلسطينية أمس »حدادا علي أرواح الشهداء، واستنكارا لجرائم الاحتلال وارهابه» بحسب بيان موحد لكل القوي والفصائل وبينها حركتي »فتح» و»حماس». وأعلنت الحكومة الفلسطينية تعطيل كافة المؤسسات والمدارس والجامعات. وكان الرئيس محمود عباس قد حمل في كلمة تليفزيونية مساء أمس الأول اسرائيل »المسئولية الكاملة» عن سقوط ضحايا عزّل. وأضاف أنه طلب من مبعوثه لدي الأممالمتحدة التواصل مع أعضاء المنظمة الدولية من أجل طلب تدخل دولي يضمن الحماية للفلسطينيين. وكان مجلس الأمن قد أخفق خلال جلسة طارئة في الاتفاق علي بيان يدين اسرائيل فيما أرجعته تقارير إعلامية إلي »اعتراضات أمريكية خلال جلسة مشاورات» علي مستوي مساعدي السفراء. وأكد المندوب الفلسطيني »رياض منصور» في كلمته إن قوات الاحتلال ارتكبت مذبحة بشعة بحق الفلسطينيين. في المقابل، حمل ممثل الولاياتالمتحدة في الجلسة »وولتر ميلر» من وصفهم ب»العناصر السيئة» في الجانب الفلسطيني، المسؤولية عن تعريض حياة المدنيين للخطر. وفي رام الله، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أمس أن »الاعتراضات الأمريكية في مجلس الأمن الدولي والتي عرقلت قرار إدانة العدوان الإسرائيلي تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها علي الشعب الفلسطيني وتشجعها علي تحدي قرارات الشرعية الدولية». وأكد المتحدث »نبيل أبو ردينة» ان حماية الإدارة الأمريكية الحالية للاحتلال، »لن تزيد شعبنا إلا صموداً وثباتاً». وفي نيويورك، دعا السكرتير العام للأمم المتحدة »أنطونيو جوتيريش» إلي تحقيق مستقل وشفاف في عمليات القتل الجارية بغزة. كما دعا جوتيريش في بيان »الأطراف المعنية بوقف اي عمل يؤدي إلي سقوط مزيد من الضحايا او إلحاق الأذي بمدنيين». ومن جهته، حذر نائب السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أن الوضع في غزة »قد يتدهورخلال الأيام المقبلة» وحث علي عدم استهداف المدنيين ولاسيما الأطفال. وفي موسكو، أدانت وزارة الخارجية الروسية »بشدة» الاستخدام العشوائي للقوة ضد المدنيين في غزة. وجددت التأكيد علي استعدادها لترتيب قمة فلسطينية إسرائيلية علي أراضيها.