كثيرون كانوا يملأون الدنيا نشاطاً وخيراً أثناء حياتهم الشبابية وهم يمارسون عملهم المهني، خاصة الصحفي. ولكن للزمن وتقدم السن احكامه.. فيهاجمهم المرض ويصيبهم الوهن خاصة بعد بلوغ سن المعاش، وما ادراك.. فقد يتوقف رنين التليفون من الذين كانوا احبابا وزملاء ومصادر صحفية.. والاخ والزميل الصحفي الذي اتحدث عنه كان قد اعتاد علي قراءة كم هائل من الرسائل التي يجدها في انتظاره علي مكتبه، ويهتم بكل خطاب لانه يجد فيه الامراض والاوجاع والهموم التي يعاني منها ابناء المحافظات والقري والمراكز.. وعلي الفور يبدأ التحرك وإجراء اتصالاته بأصدقائه من الكبار الذين يشغلون مناصب مرموقة طالبا منهم العون ومساعدة كل محتاج. واليوم اقدمه نموذجاً لمن كانت تربطه صداقات بكل المحافظات علي مستوي الجمهورية، لأن المصالح متبادلة.. هو يقدم علي صفحات »الاخبار» إنجازاتهم ومشروعاتهم الجديدة التي تخدم الملايين، وينتقل اليهم لينقل فرحتهم بكل الصدق والامانة.. ولكن الآن دار الزمن واحيل الي المعاش منذ سنوات.. وفي العام الماضي اصيب بجلطة في المخ والشلل.. واسرعت زوجته وابنته الوحيدة بنقله للمستشفي، وأنفقت عليه كل ما ادخره ومعاشه الشهري.. بل وباعت كل ما تملك.. وتحسنت حالته قليلا.. ونقلته الاسرة الي المنزل تجنباً لمزيد من الإنفاق علي العلاج الذي ساهم فيه المحبون من رجال الاعمال والزملاء. ومرت الايام وهو بلا حراك إلي ان اصيب منذ شهر بالغيبوبة بعد تعطل الكليتين، وأدخلته الاسرة مستشفي العاصمة في مصر الجديدة، وظلت تتحمل التكاليف الباهظة للعلاج وإجراء الغسيل الكلوي يومياً.. وفي الوقت نفسه تتحمل الاسرة مصروفات الزوجة المريضة بالسرطان.. ورغم كل هذا السواد ترفض ان تمد يدها وتطلب من احد التدخل لمساعدتها لإنقاذ الزوج. الصورة أنقلها بأمانة بعد مكالمة هاتفية من أخي العزيز الكاتب الصحفي شريف رياض الذي ناشدني التدخل، وللحق لم أجد امامي الا أخي الحبيب الإنسان ياسر رزق رئيس مجلس ادارة اخبار اليوم الذي يعرف جيداً عطاء الزميل الراقد في فراشه بالعناية المركزة.. والذي كان قد خرج إلي المعاش منذ سنوات.. كما أنقل الصورة الي الزميل العزيز عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين.. وفي القمة الأب عبد الفتاح السيسي والفريق أول صدقي صبحي، وقداسة البابا تواضروس الثاني لسرعة التدخل لدي المستشفي. ان الموقف العاثر الذي يتعرض له الزميل الراقد الآن في سرير المرض، قد يتعرض له اي زميل له علاقة بنقابته المهنية.. وهو ما يتطلب دورا أكثر إيجابية في هذه الظروف القاسية.. والسؤال اين دور وزارة الصحة التي تؤكد دائماً وقوفها الي جانب غير القادرين علي مصاريف العلاج؟ ولماذا لا تفكر في إنشاء صندوق لرعاية المسنين من المهنيين في أزماتهم الصحية أسوة بالرياضيين؟