ان ميلاد المسيح ميلاد للرحمة والايثار.. ميلاد للرفق والاحسان. نزل إلي العالم هادئا بدون ضجة ودخله في خفاء ولم يشعر به احد. لم يحدد من قبل موعد مجيئه وهكذا ولد في يوم مجهول لم تستعد له الارض ولم يستقبله احد. كان يوم ميلاده نكرة بالنسبة للعالم مع انه اعظم الايام جاء داعيا للسلام فقال طوبي لصانعي السلام وعلمنا اي بيت دخلتموه فقولوا أولا سلام.. وجاء داعيا للملكوت فقال: افرحوا بالحري ان اسمائكم كتبت في السموات ولانه صانع سلام فحينما استقبلته الجموع لم يستقبلوه بالسيوف بل بالسعوف »سعف النخل» واغصان الزيتون. فما اجمل قوله: سلامي اعطيكم سلامي اترك لكم. جاء المسيح ليقدم مفاهيم جديدة فقلب الاوضاع واقام ثورة في الحياة الدينية ثورة ما قبلها ولا بعدها ثورة وذلك علي الفهم الخاطئ للدين والفهم الخاطئ للمبادئ فأسس دولة جديدة من الفكر العالي والسامي!! لذلك نحن نفتخر ونفرح ونسر ويمتلئ فمنا بركة وتسبيحا لان المسيح اعطانا تعليما عظيما فتعليم كل الفلاسفة لا يوازي أية واحدة في سموها وعلوها وعمقها مثل الآية التي تقول »احبوا اعداءكم.. باركوا لاعنيكم.. أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم» لقد كان المسيح في حياته فوق الطبيعة كما كان ان معجزة في ميلاده فهو لغز الاجيال فلا غرابة إذا كان ميلاده لغزا إنه معجزة الدهور فما اروعه.. نراه عجيبا في البشارة بمولده وعجيبا في رسالته وفي مكان ولادته وفي موكب الاحتفال بميلاده إذ عزفت موسيقي السماء اعظم لحن في الوجود »المجد لله في الأعالي وعلي الارض السلام وبالناس المسرة».