ورش عمل من نوع بدأت في تعليم الفتيات »الكفيفات» فن الطهو بهدف دمجهن في الحياة وزيادة قدرتهن علي أن تصبح البنت الكفيفة قادرة علي خدمة نفسها وأسرتها وبيتها، وشارك في تلك الورش عدد من الطهاة، و50متطوعا من أعضاء الجمعية التي قامت بتنظيم الورش من أجل إشراك الكفيفات في الخدمة المجتمعية، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن. وكما تؤكد هناء محمد إحدي الكفيفات المشاركات بالورشة فهي قد استفادت بشكل كبير، وأصبحت ولأول مرة قادرة علي الطهو وإعداد الطعام بنفسها، دون مساعدة من أحد، وتضيف: »أنا عايزة أعتمد علي نفسي في عمل بعض المأكولات والمشروبات، ومش عايزة أنتظر حد عشان ييجي يعملي حاجي أشربها أو أكلها.. مش عايزي أكون تحت رحمة حد، عايزة أعتمد علي نفسي في كل حاجة». فيما توضح زميلتها في الورشة سعيدة مهران، أنها ستستكمل الورشة حتي نهايتها، لكي تتمكن من إعداد الطعام بنفسها والقيام بأعمال التنظيف وتعلم فنون التجميل، مشيرة إلي أنها كانت تتمني المشاركة في مثل تلك الورش منذ فترة،وتقول : »أنا جيت الكورس ده عشان أثبت لنفسي والمجتمع ان الكفيف مثله مثل أي إنسان ولو أتعلم حاجه هيقدر يعملها ويستوعبها»، فيما دعت سميرة محمد إلي ضرورة زيادة مثل تلك الأنشطة التي تساعد المكفوفات علي قضاء حياتهن بشكل طبيعي بحيث لا يصبحن عبأ علي أحد، وتقول: »كنت بخاف من الوقوف بجوار النار، لكن حاليا بحاول اعمل كل حاجة لوحدي من أولها لآخرها وجربت ده في الكورس ومكنتش متعودة أني أمسك السكينة واستخدمها في الطعام، لكن من خلال الكورس والتدريبات اللي اتعلمتها بقدر دلوقتي أمسك السكينة وأقطع الطعام وأقف أمام النار لطهو الطعام المحبب لديّ، من خلال تدريبي علي مسك السكين بالإحساس ومتابعة وضعه علي الشيئ الذي أقطعه ببساطة ويسر». ويلفت الشيف يسري خميس، أحد الطهاة المشاركين في تدريب الفتيات علي طهو الطعام، إلي أن الكفيفات لديهن دراية جيدة بالطهو، وتعلمن بعض التفاصيل الصغيرة لطريقة طهو الطعام من خلال الورشة،ويوضح أنه عمل علي تعليمهن الاعتماد علي الحواس أكثر من الرؤية، تماما كما نجد الأشخاص الطبيعيين يقومون بعملية تقطيع الطعام وهم يتحدثون مع الآخرين أو يتحدثون في الهاتف المحمول، ويدعو الشيف يسري المجتمع لضرورة دعم ذي القدرات الخاصة خاصة المقبلات منهن علي الزواج لمنحهن ثقة أكبر في الاعتماد علي النفس. ومن جانبها توضح ياسمين محمد مدير أقسام المكفوفين بجمعية رسالة ان الورشة مقسمة لعدة مراحل؛ أولاها تعلم الطبخ ويليها التدبير المنزلي وتنظيف المنزل ثم تعلم فنون التجميل، مؤكدة ان الكفيفات استطعن خلال الورشة تجهيز عدد من الأكلات بأنفسهن، فيما تشير ريهام محسن مسئولة التواصل الإعلامي إلي أن الإقبال كبير من قبل المكفوفات علي الورشة، موضحة أنه سيتم تكرارها لعدة أشهر، حيث يحضر كل ورشة 5 سيدات مكفوفات فقط، حتي يكن قادرات علي الاستيعاب جيدا.