الحكم بالعواطف هو إحدي مشاكلنا الكبري وكم عانينا علي مدي عقود وعقود وعلي مدي تاريخنا من الاختيار بلا دراسة وتعمق ولكن بما تقودنا إليه إحساساتنا والنتيجة معاناة وتأخر. أكن كل الاحترام والمحبة لنجمي الكرة الرائع محمود الخطيب والساحر حازم إمام كليهما امتعانا بفنون الكرة ولعبهما علي مدي سنوات وسنوات وكم هتفنا ل »بيبو» و»حازم» ورفعناهما فوق الأعناق وهما يصولان ويجولان في الملاعب محليا ودوليا وكم حققا مع فرقهما والمنتخب بطولات مازلنا نفتخر بها حتي الآن وسنظل لأجيال وأجيال نرفعهما فوق الأعناق عرفانا بما قدماه للكرة المصرية، وجميل أيضا أن يتقدما للانتخابات لرئاسة الأهلي كما أعلن الكابتن محمود الخطيب أو رغبة جماهير الزمالك في خوض حازم إمام التجربة علي رئاسة الزمالك »وهو لم يقرر حتي الآن ذلك» ولكن هل مؤهلات الاثنين الإدارية وليست الكروية قادرة علي لعب دور القائد المحنك. صحيح شعبية الاثنين قد تساعدهما ولكن مسألة القيادة تلك تحتاج إلي قدرات خاصة فالمسألة لا تقاس بالعواطف والمحبة لهذا أو لذلك ولكن بما يستطيعان أن يفعلاه من أجل إدارة ناجحة تضمن الخدمة للأعضاء من جهة وتحقيق البطولات من جهة أخري وللحقيقة تجربة العملاقين صالح سليم وحلمي زامورا فريدتان لا يمكن بأي حال تكرارهما أو الوصول إليهما فلا الوقت ولا المعطيات تعطينا الفرصة ليكون هناك مثلهما وهذا رأيي الشخصي الذي قد يختلف معه كثيرون من أنصار من يؤيدون أو يرفضون شخصا بعينه. تاريخ النجمين واضح بلا مجادلة وخوضهما التجربة بالتقدم للانتخابات إضافة ولكنها محفوفة بالمخاطر خاصة لو فشل أحدهما أو كلاهما في الوصول للغايات التي يتمناها أعضاء الناديين أو مشجعوهما وكم أخشي عليهما من الفشل فكم عاني الناديان من الإدارات خاصة بعد العملاقين صالح وزامورا ورأينا الانقسامات والاعتذارات والخناقات التي وصلت إلي أبواب المحاكم وأقسام البوليس مع التقدير الكامل لاختيار الجمعيات العمومية لتلك المجالس وكم هو في نظري شيء سيئ أن يعلن مرشح عن قائمة أو ينضم عضو لأخري ينقسم بها الرفقاء علي بعضهم لنخرج إلينا نغمة »ده من شلة فلان» وهذا من غير المناصرين له وتبدأ عملية تصفية الحسابات التي لا نرتضيها ولا يجب أن تسود داخل مقر تلك القلاع الرياضية الكبري. حكمنا بالعواطف والمجاملات هو الشيء الوحيد الذي يجب أن نتخلص منه حتي ولو جاءت بمن يحقق النجاح لأننا ببساطة يجب أن نغلب الدراسة والعقل والتفكير الدقيق في تفضيل فلان أو فلان، القدرات الشخصية والسمات المتفردة هما وحدهما اللتان يجب أن يكونا السبيل للاختيارات ويجب أن نغلبهما علي عواطفنا قبل الحكم علي الأشياء. صحيح أنني اخترت مسألة ترشح الخطيب أو تفكير حازم في خوض انتخابات الرئاسة بالناديين الكبيرين للدلالة ولكن حال الواقع يدل علي أننا في كل شيء لا نحكم عقولنا ولكن نحكم قلوبنا وهواها هو الذي يقودنا للطريق المحفوف بالمخاطر أو حتي النجاح ولكن الأمر لا يتحمل المجازفة أو المخاطرة. من حق كل إنسان داخل القلعتين الكبيرتين أن يختار بمحض إرادته دون تدخل الخطيب أو حازم إذا ترشح ولكن عليهما قبل كل شيء أن يقدما برنامج العمل الواقعي الذي يؤكد جدارتهما بتولي هذا المنصب رفيع المستوي عالي القامة. الناديان يحتاجان إلي الشخصية العاقلة التي تضمن الاستقرار بلا مهاترات إلي التجانس مع من تختارهم الجمعيات العمومية بحرية وبلا تدخلات وكم أدعو من قلبي للنجمين الساطعين بالنجاح لو كللت جهودهما في خوض الانتخابات بالنجاح.. شرط الإعداد والبرامج الجدية الطموحة بلا عواطف.