لا يملك إبليس السلطة لكي يجبر الإنسان علي معصية الله، فهو مثلا لا يستطيع أن يقيدك وأنت صائم ويضع الطعام في فمك عنوة، ولا أن يهددك بمسدس أو بخنجر في ظهرك ليجبرك أن تمد يدك وتسرق، ولا يمكنه تحويل عينيك رغما عنك لتنظر إلي الحرام.. هو فقط يزينه لك ويهونه عليك وأنت تقع فيه رغم ضعف كيده.. ومهارة الشيطان في ذلك مستمدة من أنه يعرف نفسك ويفهم نقاط ضعفك فيأتيك منها ويزين أمامك المعاصي ويشعرك باللذة عند فعلها.. ويقول بعض العلماء إن مستوي ذكاء الشيطان كمستوي ذكاء طفل في السادسة من عمره لا يملك إلا الإلحاح في الطلب، إلحاح يدفعك لأن تستجيب له وتترك نفسك لرغباته التي تصبح بعد ذلك رغباتك أنت.. والله يعلم حيل الشيطان وألاعيبه ومن جميل مساندته لنا أنه لم يتركنا في المواجهة وحدنا وإنما حذرنا حتي لا نقع فيها ونبهنا بقوله سبحانه »إن الشيطان لكم عدو، فاتخذوه عدوا».. ومبكرا كشف الله لنا النهاية لأن الشيطان نفسه سيعترف بعجزه ويتنصل من أتباعه يوم القيامة عندما يقول لهم في خاتمة المشهد »إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم».. وهكذا تبدو الصورة واضحة لنعرف من عدونا ومن ناصرنا.. فماذا نفعل لنتجنب هذا السقوط المدوي؟ إليك الروشته: وأولها أنه كلما نزغك من الشيطان نزغ أو وسوسة استعذ فورا بالله وقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإنه يخنس ويهرب. ثم اقرأ المعوذتين فهي تحميك من الشيطان ومن العين. واقرأ آية الكرسي صباحا ومساء فمن قرأها ينزل عليه من الله حافظا فلا يقربه الشيطان.. وفي بيتك اقرأ سورة البقرة كل ثلاثة أيام فلا يدخله الشيطان.. واقرأ كل يوم الآيتين الأخيرتين منها فهما تكفيانك من كل شر.. وأخيرا مداومة ذكر الله فهو سلاح المؤمن.. نعم احم نفسك وحصن بيتك وأهلك من العدو الأكبر.. وكن مع الله يكفك.