أرجوك لا تفهني خطأ.. فهذا ليس مقالاً رياضياً. الحكاية ببساطة أنني اكتشفت بالصدفة أنني عضو في عدة جمعيات عمومية منها الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين والنادي الأهلي ودار أخبار اليوم وعمارتنا حيث أسكن وربما جمعية أو اثنتين للأنشطة الاجتماعية، والأهم أنني عضو في الجمعية العمومية الكبري للقطر المصري باعتباري مواطنة مصرية. في كل هذه الجمعيات أحظي بقدر معقول من الاهتمام القانوني الذي يفرض علي المكان إرسال إخطارات بموعد وجدول أعمال الجمعية العمومية وبعض المستندات عند الحاجة لمناقشة أحد المشروعات المهمة كمشروعات القوانين واللوائح الداخلية.. إلا النادي الأهلي الذي يتحصن بصيته وعراقته ويكتفي بما ينشر في الإعلام من تغطيات ومتابعات. لا بأس في ذلك حين تكون موضوعات الدعوة للجمعية العمومية وجدول أعمالها عادية روتينية لا تشوبها سخونة ولا تتطلب مناقشات جادة للخروج بأفضل الصيغ التي تصب في صالح النادي وأعضائه. وبما أن الأندية المصرية في عموم البلاد منشغلة هذه الأيام بالحديث عن اللائحة الاسترشادية التي وضعتها اللجنة الأوليمبية ووزارة الشباب ومطلوب من كل ناد وضع لائحته الخاصة أو الخضوع للائحة الاسترشادية فقد كنت أتوقع قدراً أكبر من الاهتمام بعرض وجهة نظر النادي علي أعضاء جمعيته العمومية المطالبين بالتوجه للاستفتاء عليها بعد ساعات، وعدم الاكتفاء بمناقشات وحملات تدار في حدائق النادي للأعضاء المتواجدين بها. أعترف أنني من حزب الكنبة الذي لا يتواجد كثيراً في النادي لكنني في الوقت ذاته شأني في ذلك شأن باقي الأعضاء مهتمة بل وقلقة علي مصير النادي الذي أنتمي إليه، كما أنني مهددة بدفع غرامة إن لم أتوجه للجمعية العمومية في موعدها. فكيف سأذهب وأسجل موقفي وسط تباين شديد في الآراء واستقطاب حاد وحيرة غير مسبوقة؟ كنت انتظر أن يحمل بريدي العادي أو الإلكتروني أي رسالة من النادي تتضمن مقارنة مبسطة بين بنود اللائحة الاسترشادية وبين اللائحة المقترحة من النادي مع شرح للمخاوف أو أسباب الاعتراض علي اللائحة الاسترشادية وتوضيحاً من إدارة النادي وردوداً علي ما تعلنه »المعارضة» من مآخذ علي أسلوب إدارة النادي وانفراده بوضع لائحة بها العديد من مظاهر الخلل والعيوب التي تثير القلق وخلوها من ضمانات مهمة لصالح النادي في المستقبل مما أدي بعدد من الشخصيات القانونية المرموقة أعضاء النادي إلي التبرؤ من تلك اللائحة فظهرت لقيطة بلا صاحب أو راع. إهمال حزب الكنبة يفقد المهمل الكثير، فأهل الكنبة يتشبثون بها حين يصيبهم اليأس من قدرتهم علي الفعل أو حين يفقدون الاهتمام ويشعرون بأن رأيهم لا قيمة له وأن السلطة أي سلطة لا تأبه بهم أو لهم، وساعتها يعزفون عن المشاركة والتفاعل فتخرج النتائج هزيلة ومخزية مهما حملت من انتصارات أو فوز في الاستفتاء أو الانتخابات. المخضرمون من ترزية القوانين يراهنون علي مكوث أهل الكنبة في بيوتهم ومن ثم حشد الموافقين فقط، فتأتي النتيجة بأغلبية موافقة ترضي غرورهم لكن الحقيقة أن نسبة الحاضرين هزيلة وتضعهم موضع السخرية. إنهم لا يدركون أن تلك الأغلبية الصامتة كتلة حرجة مؤثرة حتي بسلبيتها. وأهم تجليات تأثيرها هو نزع قشرة المصداقية لأي فعل أو قرار. كنت أتمني أن يسود التعقل وأن تأخذ لائحة النادي ما تستحقه من عناية وفهم في مناقشات الأعضاء وأن يصيبها التعديل والتنقيح قبل الاستفتاء عليها غداً وألا يركب العند أدمغة المسئولين ويحافظوا علي تراث ووحدة النادي التي غرسها الكابتن صالح سليم. وداعاً محمد فهمي بهدوئه المعهود غادرنا.. انسحب وترك وصيته في مقاله الأخير. عاش جل حياته مراسلاً لدار أخبار اليوم في ألمانيا وحانت لحظة العودة بقرار مفاجئ بدّل حساباته وأصابه بالارتباك المؤقت. حتي استقر وبدأ يألف الحياة في مصر. قليلون هم من يعرفون قيمة محمد فهمي الثقافية والإنسانية، أولئك الذين اقتربوا منه وغمرهم فيض محبته وخبرته. لحسن حظي كنت واحدة من هؤلاء له في وجداني الكثير من الذكريات الجميلة لعلها تخرج للنشر قريباً فهو يستحق أكثر من هذه السطور.