قفوا من أنتم أعداء الوطن؟ كانت هذه صيحة بداخلي وأنا أتابع كيف أنه في أقل من 24 ساعة اشتعلت نار الفتنة الطائفية وامتدت ألسنتها من بولاق إلي رمسيس وغيرها من الأماكن ... قتلي ... جرحي ... طلقات رصاص ... وإهانات للعقل المصري ليصدق أن هذه الانفجارات سببها كما عودنا التطرف الإجرامي تغيير بعض المواطنين لديانتهم واتهامهم بالكفر بعدها ، وخلافات عائلية بحتة من أجل الزواج والطلاق تؤدي إلي اختفاء للأطراف المعنية.. هل نسي كل هؤلاء دروس الإسلام حول "لا إكراه في الدين..." ؟ ولن أتدخل في حسم من المسئول عن بداية الشرارة في إمبابة بل أترك ذلك لجهات التحقيق. وفي مساء الأحد حينما كنت في زيارة للأخ والصديق الدكتور بطرس بطرس غالي في منزله بعد عودته من المستشفي ذ عافاه الله ذ اتصلت بي إحدي القنوات لمداخلة تليفونية للتعليق علي صدامات الفتنة الطائفية الدامية ، وحين سألتني عن دور الحوار لحل هذه المشاكل وجدت نفسي بعد أعوام طويلة من عمري مع الحوار أقولها لها بحسم: "اليوم ليس يوم الحوار بل اليوم الذي ترتب فيه الأولويات لإنقاذ بيت مصر من الانفجار والدمار ..." أقول لك: "الأولوية المطلقة هي لهيبة الدولة وللضبط والربط ولحماية النظام العام".. وكانت مبادرة فورية تستحق التقدير من جانب المجلس العسكري ... ووصول الجيش إلي مواقع الحدث والقبض - دون تضييع للوقت ذ علي أكثر من مائة من المشتبه فيهم ، وتحويلهم إلي النيابة العسكرية. لا يعقل أن يكون الفارق بين كل انفجار للفتنة الطائفية وما يتبعه حوالي أسبوع. لا بد أن يجد العقل المصري ووطنيته حلولا تجعل الأغلبية الصامتة من شعب مصر المتسامح والمسالم يتحول إلي طرف نشط يتحرك علي الأرض ، ليعبر قولا وعملا عن رفضه للغة وانتهازية وإجرام المسئولين عن الفتنة الطائفية مسلما كان أو مسيحيا ، ويصبح الجميع جيشا وشعبا سدا منيعا يحمي كيان هذا الوطن. وبمناسبة الكلام عن التطرف شكرا للقوات المسلحة التي فرضت احترام النظام العام داخل مسجد النور والانفلات الذي أدي إلي فرض خطيب غير خطيب وزارة الأوقاف . احترام الشيخ "سلامة" لا يمنع أن نضع حدوداً لما يفعل وما يريد.. وحين أقول في عنوان مقالي الحكم هو القانون وليس الشيخ حسان فإن ذلك نابع مما أنادي به منذ أسابيع عن الأهمية القصوي لاستعادة هيبة الدولة الذي يقتضي أن يكون القانون والقانون وحده ومن يحكموا باسمه هم الحكم في حل النزاعات وورغم علمي أن الشيخ حسان الذي أعلم أن له لغة هادئة ووجه مقبو ل ولكن أكررها "الدولة أولا ً" شاهدت برنامج الإعلامي عمرو أديب في قناة أوربت ورغم تقديري للأستاذ صفوت حجازي وهو زميل معنا في الحوار الوطني وله أيضا كلماته الهادئة والعاقلة ولكن أختلف معه حين يفسر دور القوات المسلحة في حالات الاشتباك والخطر الذي يهدد الأمن القومي أقول له ليس من حقك أن تنزع سلاح القوات المسلحة مقدماً حينما تقوم بتقدير موقف علي أرض الواقع وتجد أن إطلاق رصاصة يصبح التزاما عسكريا لتحقيق الهدف وهو "إطفاء النار" وهذا ما أسميه فكر العمليات العسكرية التي لا تستطيع أن تنزع من نفسها وسائل الدفاع عن حياة شعبنا وأولوية درء الخطر الذي يمكن أن يتمثل يوما في نزول ملايين من المتطرفين والجهلاء والبلطجية إلي الشارع لانفجار قد لا يعرف حدود. المجتمع المدني والفتنة الطائفية ولتحقيق هذا الهدف أوجه نداء إلي المجتمع المدني من خلال الاتحاد العام للجمعيات الأهلية ورئيسه المحترم الدكتور عبد العزيز حجازي لتجنيد كل إمكانياته وأفكاره للتصدي للفتنة الطائفية ، وأساليب تشجيع جماهير مصر للنزول إلي الشارع وكأنهم أصبحوا جميعا جزء نشط من المجتمع المدني. الحوار الوطني والتنمية الإدارية كم كانت سعادتي كبيرة وأنا أشارك مع أستاذ جيلنا الدكتور عبد العزيز حجازي في الإعداد للجلسة التحضيرية التي عقدت الأربعاء الماضي مع المجلس الاستشاري للحوار الوطني ، ورأيت بنفسي مجموعة العمل في وزارة التنمية الإدارية من أجيال شابة وتحت إشراف الدكتور أشرف عبد الوهاب المفوض باختصاصات وزير الدولة للتنمية الإدارية من جانب رئيس الوزراء ، وأن أري الأجيال الشابة وهي تضع خبرتها وتجربتها ومعلوماتها تحت تصرف الدكتور عبد العزيز حجازي وهو يقود كعادته بأدب وحزم الاستعدادات لافتتاح جلسات الحوار الوطني التي ستعقد في منتصف هذا الشهر بالتنسيق مع السيد الدكتور رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف أعانه الله. عاطف عبيد: أستكمل ما قلته عن الدكتور عاطف عبيد ليطمئن قلبي أنني لم أنتقده ظلما بعد أن عرفت من الأرقام الرسمية أن العملاق مصطفي خليل كان يتقاضي من البنك أقل من 8آلاف دولار شهريا في حين قرر الدكتور عاطف عبيد لنفسه مكافأة قدرها 45 ألف دولار شهريا وأن زيادة المرتب 100٪ ثم 400٪ في العامين الآخرين ، ومرة أخري لم ينل هؤلاء الجنود المجهولون المحترمون موظفو هذا البنك شيئا من الخير الذي أكتفي صاحب القرار أن يعطيه لنفسه . ليت المستشار رئيس الكسب غير المشروع في تحقيقاته مع الدكتور عاطف عبيد .. يحقق معه في موضوع آخر غير المصرف العربي الدولي وهو مسئوليته في إهمال تنمية شمال سيناء بعد أن أكتفي بثلاثين كيلومتر فقط لترعة السلام بعد أن تكلف هذا المشروع مليارات لتتدفق مياة النيل في "سحارات" تحت قناة السويس أثناء حكومة الجنزوري والتي كانت ضمن حزمة المشروعات العملاقة التي قام بها . من المسئول أمام الله وأمام شعب سيناء عن هذا الإهمال في حقنا جميعاً ؟