لكل اختراع مفيد للبشرية تداعياته السلبية، التي تجبر آخرين علي البحث عن حلول للقضاء علي تلك التداعيات أو علي الأقل تقليلها، وهكذا اهتم د.بدوي أنيس، الباحث بقسم الطيف بالمركز القومي للبحوث، بالقضاء علي تداعيات استخدام الجرافين في تنقية مياه الصرف الصناعي من الملوثات، فأنتج إسفنجة من نوع خاص تستطيع القيام بهذه المهمة. والجرافين مادة من مشتقات الكربون، طورها عالمان روسيان عام 2004، وحازا علي جائزة نوبل في الفيزياء سنة 2010 عن اختراعها، وتتميز بقدرتهاعلي توصيل الكهرباء، مع ميزة السماح بنفاذ الحرارة والضوء عبر خلاياها، وأهلت هذه المزايا الجرافين للإستخدام في عده مجالات، منها انتاج الشرائح الإلكترونية والاستخدامات الطبية، وتحلية مياه البحر، وتنقية المياه من الملوثات. ومؤخرا انتج المركز القومي للبحوث كريات صغيرة جدا في أحجام نانومترية » 1 إلي 2 مليمتر» من مادة الجرافين لتنقية مياه الصرف الصناعي من الملوثات، ولكن كانت مشكلتها أن هناك صعوبة في استعادة تلك المادة من المياه بعد قيامها بمهمة امتصاص الملوثات، فكان التفكير في انتاج اسفنجة من مواد صديقة للبيئة يتم وضع الجرافين ضمن مكوناتها، فيساعد ذلك علي امتصاص الملوثات، وتكون هناك سهولة في استعادتها. وتتمتع هذه الإسفنجة بعدة مميزات تجعل وصف »السحرية» مناسبا لها، فهي إلي جانب امتصاصها للملوثات، تتيح فرصة استعادة المادة التي تم تنقية المياه منها، لإعادة استخدامها في الصناعة مرة أخري. ويقول د.بدوي: »قمنا بتجربتها مع الأصباغ في صناعات النسيج، ونجحت في تنقية المياه منها، وأمكن إعادة استخدام تلك الأصباغ في الصناعة مرة أخري»، ويعكف د.بدوي وفريقه البحثي حاليا علي إجراء المزيد من الأبحاث لاختبار قدرة الإسفنجة علي امتصاص ملوثات أخري غير الأصباغ، تمهيدا لتسجيل براءة اختراع لهذا المنتج.