استقبلت الكنيسة الارثوذكسية الاثيوبية امس وفد الدبلوماسية الشعبية المصري في اطار الزيارة التي يقوم بها الوفد الي اثيوبيا ضمن جهود القوي الشعبية والسياسية لإعادة العلاقات بين مصر واثيوبيا الي ما كانت عليه في الماضي وكان في استقبال الوفد المصري الانبا باولوس الاول بطريرك الكنيسة الارثوذكسية بأثيوبيا وكبار اساقفة الكنيسة حيث تزامنت زيارة الوفد مع احتفالات الكنيسة بالعيد السنوي للقديس الشهيد مارجرجس والذي يقام بعد اسبوع من الاحتفالات بعيد القيامة المجيد . ورحب الانبا باولوس بالوفد المصري ترحيبا شديدا وابدي سعادته بهذه الزيارة والتي قال عنها انها ستكون خطوة علي طريق اعادة العلاقات بين مصر واثيوبيا بعد انقطاع دام اكثر من 30 عاما علي المستوي السياسي والعلاقات الدبلوماسية مشيرا الي اهمية التحاور والمناقشة ووجود الثقة المتبادلة بين الشعبين. واقام الانبا صلاة القداس بمناسبة الاحتفال في حضور الوفد المصري الذي عبر اعضاؤه عن سعادتهم بالاستقبال الحافل للكنيسة واكد مصطفي الجندي منسق الرحلة ان مصر بعد ثورة 25 يناير تسعي الي ايجاد علاقات طيبة مع الاشقاء الافارقة بشكل عام والاثيوبيين علي وجه الخصوص مشيرا الي اهمية التأكيد علي الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين ليس فقط علي مستوي مصر ولكن علي المستوي الافريقي ايضا واوضح ان مصر هي مهد الاديان والحضارات التي احتمت بها العذراء مريم واستقبلت ايضا العائلة المقدسة. كما قام حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة والمرشح المحتمل لانتخابات رئاسة الجمهورية بالهتاف عبر مكبرات الصوت وسط ما يقرب من 3 الاف مسيحي اثيوبي في فناء الكنيسة قائلا (مصر .. اثيوبيا .. ايد واحدة) وقد ردد الاثيوبيون معه الهتاف باللغة العربية والانجليزية والامهرية وقال حمدين لجميع الحضور ان هذا هو الهتاف الرسمي لميدان التحرير الذي شهد الثورة وسيكون المبدأ الاساسي لإعادة الثقة بين البلدين كما ردد حمدين وجورج اسحاق عبر المكبرات مقولة اخري (وهي مسلم .. مسيحي .. يد واحدة) تعبيرا علي الوحدة الوطنية . وقال الراهب القس سيدراك بيشوي ممثل الكنيسة المصرية في اثيوبيا ان اهم رسالة يجب التأكيد عليها لحل الازمات بين الدول هو المحبة والاخاء تطبيقا للحديث الشريف: »لايؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحبه لنفسه«. واضاف انه اذا كانت الحكومات السابقة ديكتاتورية لا تهتم برغبات الشعوب فإن الوضع تغير الان واصبح الشعب هو الاقوي مشيرا الي انه كان هناك سوء فهم بين مصر واثيوبيا ولكن بعد الثورة تغير الوضع معتبرا رحلة الوفد الشعبي ناجحة 100٪ معللا هذا بانه يسمع لرد فعل الشعب الاثيوبي الذي فرح كثيرا بهذه الزيارة وقال ان المشكلة بين البلدين قد تم حلها وباقي حضور الوفود الرسمية من مصر لإتمام هذه المبادرة والمصالحة واوضح ان الشعب الاثيوبي كان سعيدا بالثورة المصرية وتابعها بشكل قوي لأنها تعطي ام لجميع الشعوب في الديمقراطية والحياة الكريمة. انتقل بعد ذلك الوفد الي المقر البابوي بوسط العاصمة اديس ابابا وعقد اجتماعا موسعا ترأسه الانبا بابلوس الاول ومن الجانب المصري مصطفي الجندي واكد الانبا خلال الاجتماع ان الهدف الاسمي للعلاقة بين الشعوب هو العيش في سلام دائم وان اي شيء خلاف ذلك من اخطاء وخسائر وحروب هي من صنع الانسان لان الله دائما منه الخير والشر من اختيار البشر وانه يتابع عن كثب كل ما يجري في مصر وان ماحدث من احداث ثورة 25 يناير هو افضل ما شهدته مصر منذ زمن طويل واظهرت ان مصر بفضل شعبها قادرة علي التغيير وصنع المعجزات في زمن تحكم فيه الظلم والاستبداد واكد ان الكنيسة لديها تفهم كامل للمبادرة المصرية لاعادة العلاقات بينها وبين اثيوبيا وسعيدة جدا بهذه الخطوة الجادة القائمة علي الاحترام والثقة والمحبة والخير وعلاقة الاخوة التي تربط بين مصر واثيوبا منذ 2000 عام. واضاف ان الشباب المصري قدم رسالة ونموذجا يحتذي به في جميع دول العالم واكد انه كرجل دين ليس له دخل بالسياسة واما حديثه عن الحقائق والاساسيات البشرية فأكد ان افضل حوار مثمر هو عندما يتقابل الناس مع بعضهم ويتناقشون في الامور المشتركة بينهم مشيرا الي انه يؤيد ان لكل انسان الحق في الحياة بغض النظر عن اختلاف اللغة والثقافة او اللون لان هذه الاختلافات تجعل العالم اكثر جمالا. وفي نهاية الاجتماع اهدي مصطفي الجندي الانبا بابلوس قلادة علي شكل تعانق الهلال من الصليب تعبيرا علي الوحدة الوطنية والاخوة بين مصر وأثيوبيا بمسلميها ومسيحييها.