أحذر الفرح،والا اتهمك البعض بالتشفي والشماتة،أو ربما تكبر التهمة فتصبح من سلالة العبيد!! الأمر يثير الدهشة ، فمبارك الذي لم يقتله أحد ، ولم يطرده أحد ، مبارك الذي ظل (بعد خلعه) في منتجع شرم الشيخ، يستقبل من يشاء ،ويتصل بمن يشاء من ملوك وسلاطين ، ويعيش كرئيس في إجازة لا كرئيس مخلوع،مبارك الذي قرر تقديم الشعب للمحاكمة بحجة الاساءة له ولسمعته ،برغم أنة صاحب الاساءة ومرتكب الجرائم لا الشعب00 هل حقا يتشفي المصريون،ويتجاوزون الفرح الي الشماتة؟ هل بضع نكات صاخبة،وحكايات ساخرة عن( بورتو طرة)ولصوصة، صارت أعنف من طلقات الرصاص، وصارت تهدد أخلاق المصريين، وتستدعي ملاحظة د0أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي،وتحذيره بإن لا يليق بالمصريين التشفي والشماتة، فتلك أخلاق العبيد0 ورغم أن حرية (العبد) واقعيا تبدأ بسقوط (السيد)00 العبد الذي كان يساق في روما القديمة داخل أقفاص حديدية ليتفرج عليه الناس !! أو يلقي به الي الاسود بينما السادة في المدرجات يتسلون بهذه المصارعة المثيرة0!! حكايات العبيد والسادة هذة، لم تعد تصلح كمثال بعد أن تجاوزها التاريخ ،وتجاوزتها شعوب عرفت كيف تبتكر حريتها 0 فرح المصريون بالفعل 00فالثورة نفسها فرحة غامرة،وإعلان سقوط نظام عصف بشعبة هو قيمه مضافة ، تتجاوز هزيمة(الشخص)الي هزيمة مايمثله من قيم ومعان، ليس (الطاغية) ولكن (الطغيان) هو من نفرح بسقوطه00فرح المصريون بالمحاكمات وتساقط القتلة واللصوص ،هو فرح (بالعدل) وفرح (بالحرية)،فرح بقدرتهم علي رد اللطمات التي تلقوها علي مدي أكثر من30 عاما0 في رواية (العسكري الاسود) كتب يوسف إدريس (أنت لا تشعر بالضرب مادمت حرا، وأنك قادر علي رده00أنت تشعر به ،هناك حين يكون عليك فقط أن تتلقاه).