بصراحة تامة ودون أدني مبالغة نقول،..، انه علي الرغم من النجاح الكبير الذي حققته اجتماعات أو قمم الرياض الثلاثة باعتبارها في مجملها ايذانا ببدء مرحلة جديدة من التعاون الدولي الشامل في مواجهة اخطار الارهاب التي باتت تهدد كل دول العالم دون استثناء،..، إلا ان هذه المواجهة لن تحقق اهدافها ولن تؤتي ثمارها علي ارض الواقع دون سد الثغرات ومعالجة السلبيات التي ينفذ منها الارهاب ويجد فيها مرتعاً وتربة خصبة لنموه واستفحاله وانتشاره. وهذه الثغرات وتلك السلبيات يمكن تحديدها في اربعة عناصر اساسية وهامة، لابد ان توضع في الاعتبار وتخضع للمعالجة حتي تكون المواجهة مع الارهاب فاعلة ومؤثرة، وتحقق الأهداف المرجوة منها في القضاء عليه واقتلاع جذوره من اساسها،..، وقد كان الرئيس السيسي واضحا كل الوضوح وصريحا كل الصراحة عندما حدد هذه العناصر في خطابه الشامل امام القمة العربية الاسلامية الامريكية. أول هذه العناصر هو ان تكون المواجهة شاملة لكل التنظيمات الارهابية بجميع اشكالها وانواعها وفروعها مهما اختلفت أو تعددت مسمياتها دون تفرقة ودون تمييز، حيث انها جميعا تنطلق من اسس وعقائد اجرامية واحدة وايديولوجية واحدة تقوم علي القتل والتخريب والدمار،..، وهو ما يتطلب مواجهتها جميعا بشكل شامل ومتزامن وعلي جميع الجبهات. ثاني هذه العناصر ضرورة وقف نهر التمويل الذي يغذي ويتدفق علي هذه الجماعات الارهابية والتنظيمات الاجرامية،..، لأن هذا التمويل هو احد الدوافع الأساسية وراء جرائم الارهاب، وبدونه لن تستطيع الجماعات الارهابية ممارسة جرائمها وانشطتها الشيطانية،..، وكذلك ايضا لابد من وقف ومنع جميع مصادر التسليح لهذه الجماعات، وايضا تجريم مصادر وجهات التدريب للجماعات الارهابية باعتبارها شريكا في كل ما ترتكبه هذه الجماعات من جرائم ارهابية. والعنصر الثالث الذي لابد من التصدي له دوليا هو الملاذات الآمنة، والتي توفرها بعض الدول والجهات الراعية للجماعات الارهابية، وذلك لأن هذه الملاذات هي التي توفر الأمان وتحمي المجرمين الارهابيين وهذا أمر بالغ الخطر ويجب التصدي له بكل قوة ووقفه تماما. أما العنصر الرابع الذي يجب ادانته ووقفه ايضا علي المستوي الدولي، فهو تلك الدول التي تقدم الغطاء السياسي للجماعات الارهابية، وايضا تلك التي تتيح لهم منابر وابواق اعلامية لنشر افكارهم وانتشار خطرهم،..، ودون مبالغة لقد وضع الرئيس السيسي في كلمته الشاملة في القمة، يده علي منبع الخطر، وحدد بوضوح كامل وبكل الشجاعة مواضع الخطر التي يجب ان يتصدي لها العالم كله، اذا ما أراد حقا وصدقا مواجهة شاملة للإرهاب والقضاء عليه.