هناك خبر (بايخ)، وآخر جيد، الأول أنه لا توجد وصفة محددة للنجاح في مصر، لا توجد وصفة لدرجة أنك تعيش في بلد النجاح فيه خطر مثل الفشل تمامًا، لا يوجد طريق واضح تسلكه حتي نهايته فتصل إلي ما تريد. أما الخبر الجيد فهو كون عدم وجود كتالوج أمرًا مثيرًا وممتعًا للغاية. النجاح لن يكون ممتعًا إذا كان الطريق واضحا للجميع وقواعده ثابتة وكلاسيكية، ستكون قصص النجاح كلها نسخة واحدة يتغير فيها أسماء الأبطال ولا تتغير النهايات، لكن الإثارة كلها في أن يكون نجاحك نسخة من شخصيتك، ولا يشبه أحدا. لكن علي هامش الفكرة هناك أشياء يجب علي الواحد ألا يتجاهلها، عنصر الوقت مثلا، فالوقت (أغلي حاجة ببلاش)، وعندما تكبر لن تجد شيئا يستحق الندم عليه سوي الوقت الذي ضيعته في (ولا حاجة)، أن تعيش وقتك هذا أمر مهم، ليست هناك قواعد لإدارته سوي قاعدة واحدة، لا تضيع دقيقة دون استمتاع أو تحصيل معرفة أو سفر أو عمل علاقة جديدة أو مساعدة شخص أو حتي حفظ نكات جديدة تؤنس بها اصدقاءك في الخروجة. هناك أيضا فكرة مهمة بخصوص (التعب)، تعلم الواحد أن (التعب مابيروحش علي الفاضي)، يدخر الواحد تعبه أحيانا لأنه يعتقد أن هذا الشيء لا يستحق كل هذا المجهود، والحقيقة أن التعب هو الشيء الوحيد المضمون لأنه مدخرات طبيعية مثل الطاقة لا تفني ولا تستحدث من العدم، وماتبذله من تعب للوصول إلي النقطة (1) في 10 ساعات لن يضيع إذا فشلت في الوصول لأنه قريبا جدا سيصل بك إلي النقطة (2) في ساعتين فقط، هذه معادلة أكيدة وعلي ضمانتي، (فماتستخسرش) تعبك، ولا تتعالي علي ( الشقا). النقطة الثالثة هي تحصيل المعرفة، أيا كان هدفك في الحياة لابد أن يكون ملحقا به هدف آخر وهو المعرفة، رصيد مضمون في الحياة، سيسعفك وقت الشدة، المعرفة هي الحياة أصلا، ومهما كنت ذكيا او موهوبا وتمتلك عقلا 180 حصانا، بدون مدخلات المعرفة لن يكون لك قيمة، دماغك الذهبية ما لم تقدم لها الخام اللازم فلن تقدم لك ( قماشا) أبدا، لست من محبي الجيم لكن إذا كان ثمة تدريب يجب ان يقوم به الواحد فهو التدريب علي الشغف، الفضول، عدم قبول الأمور علي علاتها، رفض جملة (هي بتتعمل كدة)، المعرفة هي رصيدك في البنك وفي رحابها يوجد (الستر). لا طريق واضح، وهذا مثير، والإثارة لن تتحقق سوي ب(الشقا) وحسن إدارة الوقت، وستساعدك المعرفة في ذلك كثيرا.