في 15 مايو من كل عام تحل ذكري نكبة فلسطين التي تمثل أكبر جريمة تطهير عرقي في العصر الحديث بمباركة القوي العالمية التي وقفت تشاهد في صمت قتل وطرد الشعب الفلسطيني لإنشاء دولة إسرئيل المحتلة، بل وتسابقت فيما بينها للاعتراف بإسرائيل بينما لم تجف دماء الأبرياء الذين قتلتهم علي الأرض. ونحن نحيا الذكري ال 69 لهذا الجرح الغائر في تاريخنا العربي، يجب علينا أن نتوقف طويلا عند الخيانة العربية التي أضاعت وطناً وشعباً بأكمله في الماضي وتفعل الشيء نفسه في الحاضر وربما المستقبل. وقبل أن نكتب أرقاما وإحصائيات عن الشعب الفلسطيني الذي كان له وطن، وشعب الخيام الذي يعيش في صحراء علي الحدود بحثا عن وطن وحلم للعودة، علينا أن نتحري الدقة في الطرح. فلم تعد النكبة الفلسطينية هي نكبتنا العربية الوحيدة، ولو أردنا الإنصاف فقد حولت دول العالم والخونة العرب حياتنا إلي نكبات يومية. فسقوط بغداد كان نكبة، وضياع سوريا، وتقسيم السودان، وحرب اليمن، والحرب القبلية في ليبيا، والإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها نكبة، وشعوبنا العربية التي تواجه خطر المجاعة وأطفالنا الذين يموتون كل دقيقة في مناطق الصراعات نكبة. أم لعلنا نتحدث عن العار العربي الذي جعل إخوتنا يهربون من الموت للموت في قوارب متهالكة تسكن أعماق البحر المتوسط لأننا أغلقنا في وجههم الحدود التي رسمها لنا المحتل منذ عقود. أم قد نجد من يبحث لنا عن عشرات الآلاف من أطفالنا الذين اختطفتهم عصابات الإتجار بالبشر وشبكات الدعارة والمتاجرة بالأعضاء في أوروبا والذين لم يبحث عنهم أحد حتي اليوم. ولا أعرف حقا عن أي نكبة قد أتحدث وقد أصبح واقعنا كله نكبات ولم قد أحيي ذكري نكبة فلسطين وحدها ؟ فكلنا منكوبون بصمتنا وبمؤامرات إسرائيل والغرب التي لم ولن تنتهي.