زيادة الأسعار لا يصاحبها أية زيادة في نسبة الذكاء في التعامل مع الناس » دي مش عيشه والله»، قالها صديقي لمحصل الكهرباء الذي اصطنع الانشغال بمراجعة ما يحمله من أوراق حتي لا يتورط في حوار مر كثيرا بما يشبهه ومن المؤكد أنه قد سمع ما لا يرضيه لكنه يبتلعه والمقابل حسب تصريح جابر الدسوقي رئيس شركة الكهرباء علاوة تشجيعية و10% زيادة علي المرتب الشامل. خفت أن أخبر صديقي أن هناك زيادة جديدة خلال شهر، وأن ما يراه »مش عيشة» الآن سيترحم عليه قريبا، خاصة أن شركة الكهرباء تستعد هذه المرة للزيادات بخطة أمنية، وهذا ما يعني أننا وقعنا في يد من لا يرحم، في يد من يصر علي أن يجعلنا ندفع فواتير لا تخصنا. أما الخطة الأمنية فقد عبر عنها أسامة عسران نائب وزير الكهرباء بجرأة يحسد عليها، كان 20% من كلامه عن الزيادة والباقي عن التنسيق مع وزارة الداخلية لتنفيذها، ينطبق علي هذا المسئول المقولة الشهيرة » استكتر علي المشنوق المرجحة»، فأكد - نصا - علي تعليمات مشددة بعدم التهاون في التحصيل، وخطة عمل الملاحقة مع شرطة الكهرباء، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية بالإنذار ثم رفع العداد مع مهلة أسبوعا بعدها لن يكون من حق المشترك تركيب عداد إلا من النوع »مسبوق الدفع»، وكانت هناك بالطبع إشارة لتوجيهات الرئيس بمراعاة محدودي الدخل! انتهي زمن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه، وأصبح التخطيط للزيادات يتم بالتنسيق مع الداخلية، وزيادة الأسعار لا يصاحبها أية زيادة في نسبة الذكاء في التعامل مع الناس والأزمة، الذكاء الوحيد يتمثل في معرفة شركة الكهرباء ان الناس »لسه مافاقتش» من الزيادة القديمة وبناء عليه لا مجال لجعلها تتقبل الزيادة الجديدة إلا بطرحها مصحوبة بالتهديدات، وحتي تترك الشركة لنفسها مجالا يشرح كم تحنو علي المواطن قالت إنها تقدم خدمة تقسيط فواتير الكهرباء بفوائد البنك المركزي لمن ضُبِط ممتنعا عن السداد، ثم » غلوشت» علي الموضوع بوجود خسارة بسبب سرقات للكهرباء تكلف الدولة مليارات. هنا يأتي الكلام عن فواتير يدفعها المواطن وهي لا تخصه، يدفع نيابة عن الداخلية فاتورة الأكشاك والغرز التي تسرق الكهرباء، يدفع فاتورة لوحة حجر الأساس الرخامية التي يُسجل عليها أسماء أشخاص يصنعون أمجادهم الشخصية دون الالتفات للناس الذين داسوا علي أعناقهم في الطريق إلي هذه اللوحة، يدفع فاتورة حكومة تقرأ فكرة محدودية الدخل نظريا ولا تعرف أن الأغلبية أصبحت محدودة الدخل كُل داخل طريقة حياته، أو كما قال صديقي.