سبحان الله تعالي أنزل القرآن الكريم علي النبي الأمي.. نزله علي محمد صلي الله عليه وسلم.. وقام بإنزال القرآن جبريل عليه السلام وجعله الله سبحانه يسمعه النبي من جبريل فلا ينساه أبدا وهي معجزة خاصة بالنبي ان يكون أميا لم يقرأ كتابا من قبل ولم يكتب كتابا ثم يحفظ ويحفظ قراءته بعد تبليغ جبريل له مباشرة ويظل القرآن في قلبه وعلي لسانه كما أنزل وهذه معجزة إلهية فقد تكفل الله بجمع القرآن في قلب النبي كما تكفل بجعله يقرأه سليما ليكون قدوة عملية للصحابة والمسلمين جيلا بعد جيل. كما تكفل الله ببيان المعني للرسول فيلهمه إلهاما بالمراد بالآيات حتي يقوم الرسول بنقل ذلك لأمته. وكان الرسول من كثرة حرصه علي حفظ الآيات التي يتلوها عليه جبريل كان يرددها آية آية وراء جبريل ويحرك لسانه خلفه حتي لا ينسي حرفا منه ولكن الله بشره البشري المطمئنة له بأن ربه سيتكفل بجعله يحفظه في صدره وقلبه آية آية.. ومن بين ما جاء في القرآن الكريم «ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير» أي مثل المنفقين أموالهم ابتغاء رضوان الله كمثل أرض جيدة التربة عظيمة الخصب تنبت كثيرا من الغلات نزل عليها مطر كثير فأتت ثمرها مثلي ما كانت تثمر من قبل وإن لم يصبها وابل فمطر خفيف فإنها تثمر كثيرا وهكذا كثير البر كثير الجود ان أصاب الرجل خير كثير أغدق ووسع في الإنفاق وأن أصابه خير قليل انفق بقدر وهذا الرجل خيره دائم وبره لا ينقطع والمعني أننا ينبغي أن نقصد بأعمالنا رضا الله وتزكية نفوسنا وتطهيرها من الشوائب التي تعوقها كالبخل والمبالغة في حب المال.. والله بما نعمل بصير لأنه عليم بأحوال عباده فهو يجازي المخلصين بما يرضيهم.. وتقول الآيات أيضا «الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم» أي ان الشيطان يخوف المتصدقين بالفقر ويغريهم بالبخل ويخيل لهم أن الانفاق يذهب المال ولابد من الحرص عليه مع أن الله وعدنا مغفرة كثيرة من خطايانا إذا أنفقناها في سبيل الله أي أن الله وعدنا إذا انفقنا في سبيله زيادة في الخير والبركة في المال والسعة في الرزق والثواب في الآخرة وروي البخاري ومسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «ما من يوم يصبح فيه العباد إلا ملكان ينزلان فيقول إحدهما اللهم اعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا» ومعني ذلك الدعاء ان المنفق في سبيل الله بأنه سيسهل له أسباب الرزق ويرفع شأنه عند الناس والبخيل الممسك علي ماله بأن ما له لن يفيده ولن يوسع الله له في الرزق لأن الله واسع الجود والعطاء والرحمة وهو عليم بأحوال عباده صغيرها وكبيرها فلا يخفي عليه من أطاع شيطانه وهواه ومن امتثل أوامر الله وأعطي وأنفق في سبيل الله. علي كل منا ان يهتدي إلي العلم النافع لنا والاستجابة لكل خير والابتعاد عن كل شر حتي يعطيه الله السعادة في دنياه وآخرته ان أصحاب العقول السليمة هم الذين يتخلصون من دوافع الشر وأن نتعظ بتوجيهات القرآن وننتفع بثمارها.. وقد وعدنا الله بأن أي نفقة في سبيل الله يضاعفها لنا وقيل ان الصدقة السر تطفيء غضب الرب فالانفاق في سبيل الله كما وعدنا الله تمحو عنا السيئات والذنوب والله بما نعمل عليم خبير.