تجديد الخطاب الديني.. عبارة سمعناها كثيرا من مؤسساتنا الدينية المختلفة منذ أن طالبهم بها الرئيس السيسي قبل حوالي عامين.. لكنها لم تتجاوز خانة التصريحات والكلام.. اما الفعل فلم نتابع الا خلافات واختلافات وجدل حول أمور أبعد ما تكون عن الدين وخطابه وشئونه.. يأتي هذا الخلاف في الوقت الذي ارتبط الإسلام والمسلمين عند العالم بأسره بالإرهاب والتفجير والقتل والسحل.. ولهم بعض العذر في ظل غياب تام للمفاهيم الصحيحة للاسلام الوسطي السمح دين السلام والمحبة.. وحل محلها فتاوي وأفكار ومفاهيم للأسف منسوبة لبعض المنتمين لديننا الحنيف وهم أبعد ما يكونون عنه.. جماعات تكفيرية معيبة وعميلة تحل دم المسلمين انفسهم قبل غيرهم.. ولنسأل أنفسنا جميعا ماذا فعل علماؤنا الأجلاء لمواجهة هذا الخطر الداهم.. هل يكفي لمواجهته بضع بيانات متقطعة من دار الإفتاء بين الحين والآخر لدحض الافكار المغلوطة والمسمومة للعديد من التنظيمات التي ترفع الاسلام شعارا ؟؟.. حتي هذه البيانات ليست من العمق والتنظيم بما يمكنها من مواجهة تلك الحرب الشرسة علي أبنائه من ذوي ملتهم. وتأتي الخطبة المكتوبة آخر الافتكاسات التي تزيد الهوة وتعمق الخلاف بين العلماء.. وكعادته منذ فترة يطرح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الفكرة التي تبدل الخطاب الدبني من التجديد إلي التجميد تمهيدا لتوديعه إلي مثواه الأخير !! واتساءل من العبقري الذي أشار علي معالي الوزير بها أم انها من بنات أفكاره !!.. وإذا تم إقرار هذه الفكرة.. فما الداعي لدراسة علم الفقه والشريعة والتفسير وغيره من العلوم التي تخرج عليها مجموعة من كبار علمائنا الأجلاء من أزهرنا الشريف جامعا وجامعة طالما أن الأئمة والفقهاء وبكل أسف سيتحولون إلي ببغاوات يرددون ما تمليه عليهم قريحة السيد الوزير وأعوانه والويل كل الويل لمن يحاول لا سمح الله التفكير والإبتكار وإعمال الفكر والعقل إن الخطبة المكتوبة هي أفضل خدمة يتم تقديمها إلي هذه التنظيمات الإرهابية والتي تخلي الساحة تماما أمام افكارهم الهدامة الا ما تجيد به وزارة الأوقاف من خطب نستطيع تحديد موضوعاتها من الآن.. ومن يريد معرفتها عليه فقط مراجعة خطب معالي الوزير الشهور الماضية ليعلم لمن ستكون الغلبة !! ويبقي تساؤل أخير من المسئول عن شئون الدين وخطابه وأحكامه،، هل أزهرنا الشريف وعلماؤه الأفذاذ وفي مقدمتهم فضيلة الإمام العالم الطيب.. أم موظفو وزارة الأوقاف وفي مقدمتهم معالي الوزير والذين من المفترض أنهم جميعا جهاز إداري يعين الأزهر الشريف علي شئون الدعوة لا أن ينافسه بل ويعيقه في مهمته ؟ يا معالي وزير الاوقاف ارحمنا وارحم وحدة صفنا يرحمك الله.