طفل ليس كبقية الأطفال.. تجلس معه فتشعر بأنه أكبر من سنه بكثير.. عقلية علمية وكلام «موزون»، وطموحات تبلغ عنان السماء.. استهواه مجال الالكترونيات والروبوتات منذ نعومة اظافره وعندما اصبح عمره 10 سنوات قرر ان يدرس ويتخصص في هذا المجال وبالفعل التحق بمركز متخصص لتعليم مبادئ العلوم والتكنولوجيا للأطفال ونجح في ابتكار اكثر من روبوت، كما قام بابتكار اشارات مرورية الكترونية يمكنها تنظيم المرور وتصوير السيارات المخالفة، وأحدث ابتكاراته روبوت للكشف عن الألغام.. انه المبتكر الصغير مصطفي احمد عاطف الطالب بالصف الثاني الاعدادي الذي استمتعنا بالحوار معه في السطور التالية. في البداية نريد ان نعرف كيف بدأت رحلتك مع الالكترونيات والروبوت؟ منذ اكثر من اربع سنوات وانا مهتم بكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والالكترونيات وقد التحقت بمركز ديسكفري بطنطا في بدايات انشائه وهو مركز مختص بتعليم مبادئ العلوم والتكنولوجيا للأطفال ودرست فيه اربعة مستويات في مجال التحكم الآلي والروبوت وحاليا في مرحلة التحضير للمستوي الخامس، وقد اشتركت في العديد من المسابقات الخاصة بالروبوت وحصلت علي العديد من الجوائز. منافسة الكبار إذن حدثنا عن المسابقات التي اشتركت بها والابتكارات التي تقدمت بها الي تلك المسابقات؟. اشتركت في مسابقات كثيرة منها مسابقة بكلية هندسة منوف وقمت مع فريقي بتصنيع روبوت ناقل للأشياء وحصلنا علي المركز الثالث علي الرغم من ان جميع الفرق كانت من طلبة الكلية الأكبر منا سناً، كما اشتركت ايضا في مؤتمر (علم الحركة في مصر القديمة وصولا الي الروبوت) الذي اقامته وزارة الآثار المصرية برعاية وزير الآثار السابق الدكتور ممدوح الدماطي وقمنا بتنفيذ روبوت من نوع NANO-BUG وهو نوع من الروبوتات صغيرة الحجم يستطيع الحركة في الاماكن غير الممهدة والدخول للمناطق الأثرية التي لا يستطيع الانسان الوصول اليها وهو مزود بكاميرا يمكنها نقل ما تراه الي شاشة كمبيوتر خارج المنطقة الاثرية، وقمت بعرض هذا الروبوت في مؤتمر آخر برعاية متحف آثار طنطا بعنوان (ثورة الاتصالات وحدت الشعوب) وكانت بحضور العالم المصري الكندي الدكتور حاتم زغلول مخترع تقنية الواي فاي وال 3G. إشارات مرورية ولكن مشروعك في مجال المرور بعيد عن مجال الروبوت.. فكيف جاءتك الفكرة؟ مجال الروبوت ينقسم لثلاثة اقسام القسم الاول هو الميكانيكا والثاني هو البرمجة والثالث هو التحكم وانا اعشق مجال البرمجة وفكرة مشروعي تعتمد علي البرمجة، فقد لاحظت الازدحام المروري المتزايد في الشوارع مما يسهم في ضياع الوقت والمجهود وخاصة في التقاطعات الكبيرة بسبب عدم وضوح الاشارات الضوئية من جهة وبسبب عدم التزام السائقين بها من جهة اخري ومن هنا فكرت في تصنيع اشارة مرور تساعد علي تنظيم حركة المرور في جميع الاتجاهات وتسجل وتصور رقم السيارة المخالفة مما يساهم في منع المخالفات ويتيح للسائقين سيولة مرورية.. والمشروع عبارة عن اربع اشارات ضوئية رقمية يتم تثبيتها في التقاطعات الكبيرة المزدوجة الاتجاه تعمل بالتتابع فيما بينها بحيث تتيح حرية الحركة في اتجاه واحد فقط وتكون الثلاثة اتجاهات الاخري ممنوع فيها المرور ويمكن التحكم في المدة الزمنية لكل اتجاه منفردا علي حسب الكثافة المرورية الخاصة به ويتم تثبيت حساسات في الاشارات تعمل في الاتجاهات المغلق المرور فيها بحيث اذا تجاوزت احدي السيارات الاشارة يتم تصويرها لحظيا من خلال كاميرا مثبتة في الاشارة واسعي حاليا الي تطوير البرنامج ليتم ارسال رسالة نصية في توقيت المخالفة الي الرقم الخاص بالسيارة المخالفة ويمكن كذلك تحديد قيمة المخالفة وطريقة دفعها ولكن هذه الخطوة تحتاج الي التعاون مع الادارة العامة للمرور والاتصال بقاعدة بيانات السيارات المسجلة والتأكيد علي وجود رقم محمول خاص بكل سيارة. جامعة الطفل هل هناك مشاريع اخري تعمل عليها حاليا؟ حاليا انا ملتحق بجامعة الطفل وهو برنامج تابع لأكاديمية البحث العلمي يتيح الفرصة لتدريب الاطفال في المجتمع الجامعي، والاحتكاك بالأساتذة الجامعيين وإجراء تجارب وأبحاث لتطوير قدراتهم الإبداعية. ويهدف هذا البرنامج لدعم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واكتشاف المبتكرين والمخترعين من الطلاب، وتمنح الجامعة الخريجين منها شهادة تخرج معتمدة من أكاديمية البحث العلمي، وجائزة مالية، ودرع جامعة الطفل للطالب الأول علي الجامعة، وذات الجائزة للطفل الأول علي مستوي كل الجامعات، بالإضافة إلي رحلة مدعومة بالكامل لاحدي جامعات الطفل العالمية.. وقد قمت بالدراسة في العديد من كليات جامعة طنطا في العام الاول تحت اشراف الدكتور خالد الفخراني وكيل كلية الآداب جامعة طنطا لاختيار الكلية التي أود الالتحاق بها وحاليا انا في العام الثاني حيث قمت باختيار كلية الهندسة وأقوم حاليا بتصنيع روبوت كاشف للألغام يمكنه تحديد مكان اللغم مما يساعد علي نزع الالغام ويتيح لنا استغلال المساحة الكبيرة الموجودة بالصحراء الغربية التي تحتوي علي حوالي 23 مليون لغم الامر الذي يعوق اي خطط مستقبلية للتنمية في هذه المساحة المهمة من ارض مصر.