بدأ الوادي الجديد أول خطوة لاسترداد لقبه التاريخي القديم «سلة غلال مصر»،بعد أن نجح في زراعة مايقرب من 186 الف فدان هذا العام،ويتم حصادها الآن وتوريد محصولها إلي بنوك التنمية الزراعية، ويعيش ابناء الوادي حالة تفاؤل بالمستقبل بعد أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي من أم الفرافرة مشروع ال1،5 مليون فدان، كما حرص الرئيس السيسي علي أن تبدأ عملية اعادة بناء الريف المصري بمنطقة سهل بركة بالفرافرة لتكون اول مدينة تمثل الريف المصري الحديث.. وكما يؤكد د. محسن عبدالوهاب وكيل وزارة الزراعة في المحافظة، فإن الوادي الجديد علي طريق استعادة ريادتها في زراعة القمح موضحا ان الخطوات الأخيرة، هي البداية لعودة واحات الوادي الجديد لتصبح سلة غذاء القمح لمصر كما كانت في العهود السابقة سلة غذاء الامبراطوريه الرومانيه،ويشير إلي أن نصيب الوادي الجديد من مشروع ال 1،5 مليون فدان هو 280 الف فدان،ويتم ذلك في إطار رؤية حقيقية لتنمية مناطق الصحراء الغربيه والتي تحتل الوادي الجديد 67% من مساحتها،بما يعود بنا إلي ذاكرة التاريخ حيث قام المصري القديم بتعمير تلك الصحراء الشاسعه واقام حضارة تشهد عليها الاثار المنتشره فيها.. وكما يقول محسن عبد المنعم مدير فرع الهيئه المصريه لتنشيط السياحة،فهناك قصة طويلة في أعماق التاريخ لزراعة القمح في الوادي الجديد،حيث كانت الواحات عبر العصور الرومانية سلة غلال الامبراطورية الرومانية منذ اكثر من 2300 سنة، وكانت واحات الخارجه والداخله والفرافره وباريس، ومازالت من اجود المناطق التي ينجح فيها زراعة الحبوب المختلفه خاصة محصول القمح... ويوضح أن الاكتشافات الاثرية تؤكد تلك الحقيقة،ونجد في منطقة عين مناور بجنوب مدينة باريس مجاري مائيه تحت الارض، صممها المصري القديم من اجل نقل والحفاظ عليها من التبخر. ومن جانبه أكد الاثري محمد حسن جابر ان المصري القديم خصص فتره خلال العام للاحتفال بحصاد محصول القمح بل قام بتسمية عيد باسمه وسماه عيد القمح وهو من أقدم الأعياد المصرية.. واضاف أن «حصاد القمح، والشعير في مصر القديمة» كان له طقوس خاصة،ويشرف عليها الملك بنفسه في حضرة «المعبود الاكبر» لدي القدماء، وأهمهم «مين»رب الخصوبة،وكان الحصاد يتوافق مع الاحتفالات بالعيد الخاص به،وكان للحصاد أهمية بالغة وله أيضا معبودة خاصة بالحصاد تدعي «رنينوت» التي نراها الان علي حوائط المعابد في شكل صورة برأس ثعبان، لما للثعبان من أهمية في فترة الحصاد من قتل الفئران، التي تضر بالمحصول، وتم العثور علي أغنية علي جدران مقبرة «باحري» في الكاب تقول: «ادرسي أيتها الثيران ف«التبن» سيكون علفا لك،والحب من نصيب أسيادك، فليطمئن قلبك فالجو صحو وجميل».