الراحلان الكبيران هيكل ومحفوظ فى لقاء من لقاءات العمالقة هو الأستاذبكل ما تحمل الكلمة من معان، لقد تعلمت منه حب السياسة وحب اللغة العربية في أسلوبه الرشيق لقد صدمني رغم علمي بمرضه رحيله، وهذا شأن العظماء عندما يرحلون بهذه الكلمات بدء الكاتب والاعلامي الكبير حمدي الكنيسي حديثه عن رحيل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل يقول الكنيسي الرحيل حمل الصدمة بلا حدود لاصدقائه ومريديه وإنني شخصيا عندما كنت في انجلترا كمستشار إعلامي لمصر شاهدت كيف يحتفي الوزراء والكتاب البريطانيون بالاستاذ هيكل عندما يصل إلي لندن في إحدي زياراته، وعندما أقول كلمة الاستاذ فكانت لست بحاجةإلي أن أكمل الجملة لأقول اسمه حيث ان صفة الاستاذ تنصرف فورا إلي محمد حسنين هيكل فقد احتكر دون قصد هذه الصفة التي منحها له زملاؤه ومختلف الاجيال وقبلها ورددها الملايين من قرائه الذين كان يجذبهم بمقاله الشهير «بصراحة» وبكتبه التي تجاوزت ثمانين كتابا. أنا شخصيا استفدت كغيري من الاستاذ فبفضل مقالاته أحببت السياسة وانغمست فيها وبفضل لغته الجميلة أحببت اللغة العربية وعشقتها. الاستاذ هيكل لم يكن مجرد صحفي متفرد بالرغم من أنه كان يعتز ويتمسك بهذه الصفة ويقول دائما أنا «جورنالجي » فقط، لكن الواقع يقول انه كان سياسيا بأفكاره ونصائحه وكتاباته التي أثرت في 7 رؤساء مروا به أو مر هو بهم بدءا من «عبدالناصر» ووصولا إلي «السيسي» حتي الذين اختلفوا معه لم يملكوا إلا ترف التجاهل بآرائه وأفكاره ثم انه كان أيضا مثقفا بكل ما في الكلمة من معني فقد أجاد عدة لغات بتمكن حتي انه كان يحاور شخصيات عالمية بلغاتها الاجنبية.. ويكفي أن نتذكر ما قاله عنه «نجيب محفوظ» أديب نوبل العالمي عندما قال لو أن هيكل اتجه إلي كتابة القصة والرواية لكنا وجدنا أنفسنا بلا عمل والحمد لله أنه ركز موهبته في الصحافة بعيدا عنا نحن الروائيين وكتاب القصة. ليتي أجد ما يمكن أن نقوله عن محمد حسنين هيكل، فسوف تصدر عنه كتب ربما تفوق في عددها كتبه التي تجاوزت ال «80» وإذا كان قد استأذن لينصرف من الحياة فإنه سيظل حيا بيننا بكتاباته وأفكاره وإسهاماته.