مرة أخري يطل علينا رجل من رجال الاعمال تم اختياره وزيرا للثقافة وبعد أن صار الترشيح واقعا وأصبح صاحب شركة عالمية لاعلانات الطرق وواجهتها ساقية الصاوي وزيرا لثقافة مصر فلنعد إلي ما سطرناه في هذه الزاوية منذ اكثر من عامين وقلنا ان ساقية الصاوي مشروع استثماري جني صاحبه من ورائه الملايين علي مدي ما تزيد عن عشر سنوات منذ افتتاحها في عهد د. عبدالرحيم شحاته محافظ القاهرة آنذاك الذي خصص له اسفل كوبري 51 مايو في الزمالك ليكسب الملايين ويطبع التذاكر التي وصلت الي 021 جنيها في احدي الحفلات وقوفا.. وبصرف النظر عن عدم منح هذا الموقع الحيوي لهيئة مثل هيئة قصور الثقافة كي تضطلع بدورها التنويري المفترض.. اخذها محمد الصاوي وكأنه بحاجة الي ملايين اخري تضاف الي الملايين التي تحققها شركته الاعلانية ودوربها علي طريق الرشوة وهي واقعة تمت في حي البساتين منذ فترة وتم تحويل ابطالها من موظفي الشركة ومسئولي بالحي الي النيابة.. تساءلت من قبل لماذا لا تكون هناك ساقية الصاوي في حي مثل منشأة ناصر اوزينهم بعد تطويرها وتحويلها الي منطقة حضارية.. وجاء رد السيد محمد الصاوي انه ينوي ان يفعل ذلك لكي يؤكد دوره في تحويل الساقية الي سواقي لا تنعي الثقافة والمثقفين ولكن تستقطب اليها كل الفئات في مختلف ربوع مصر. وكان كلاما تبخر مع مرور الوقت، واذا كان هذا هو منهج صاحب الساقية في الوفاء بوعوده فهل سيتغير منهجه عندما يصبح وزيرا للثقافة.. لا يمكن لصاحب رأس مال يديره ويحقق من ورائه الربح ان يجمع بين اهتمامه بالمال واهتمامه الثقافي،، ان صاحب بالين كداب كما يقول المثل.. والمال يعمي صاحبه حتي عن اداء حق الله فيه الا من رحم ربي.. بلاها رجال اعمال وكفي ما دفعه الشعب من دمه ثمنا للفساد والمفسدين، واتصور ان الرافد الثقافي الذي تعامينا عنه طوال عقود مضت من منطلق »اللي نسكر به نفطر به« اصبح الان احد اجنحة التنمية الشاملة التي يرنو اليها شعبنا وشبابنا في ظل عهد جديد وثمار ثورة تكتب بها مصر جمهوريتها الثانية.