لم تكن المفاجأة فقط في صحوة الشباب يوم 52 يناير.. لكن المفاجأة الأكبر في هذا الغياب الذي تشترك فيه مؤسسات حكومية رسمية مع تنظيمات سياسية حزبية .. ولذلك يعيش الشباب في واد آخر بعيدا عن هذه المؤسسات وتلك التنظيمات.. وكانت الصدمة الحقيقية في عدم وجود أي ارتباط وتواصل للشباب مع الاحزاب وفي مقدمتها الحزب الوطني الديمقراطي.. ولم يعد الشباب يجد شيئا واحدا يجذبه إلي مؤسسة في حجم ومكانة المجلس القومي للشباب الذي ورث وزارة الشباب ويتواجد وينتشر في كل المحافظات من خلال مديريات الشباب والرياضة.. وتتوزع وتنتشر هيئاته مثل بيت العنكبوت ليغطي النجوع والقري والمدن يقوم بها أكثر من خمسة آلاف مركز للشباب في كل ربوع الجمهورية.. والمسئولية الاكبر تقع علي عاتق المجلس القومي للشباب .. لانه ببساطة الكيان الذي يعني بكل الشباب المصري.. وليس فئة بعينها .. وتتركز مسئولياته ومهامه علي مستوي الجمهورية.. وتتخصص له مئات الملايين سنويا في الموازنة العامة للدولة لتقديم خدماته وانشطته للشباب في كل مكان. لكن للأسف.. كانت فكرة إنشاء المجلس القومي للشباب في نهاية عام 5002 بمثابة نقمة علي الشباب انفسهم.. فبدلا من تحقيق الكثير للشباب من خلال هذا الفصل.. إلا أن الشباب خسر الكثير من الخدمات والانشطة والبرامج .. في الرحلات والاسفار والمعسكرات والتدريب والتثقيف والتوعية.. وانصبت اهتمامات الدكتور خربوش الذي تولي رئاسة المجلس منذ عام 5002 وحتي الان إلي انشطة وأعمال تضعه في الصورة الاعلامية.. وبحيث يمكن ان تساعد في تحقيق حلمه في الحقيبة الوزارية.. ماذا قدم المجلس القومي للشباب طوال ست سنوات؟ للأسف ألغي برامج وأنشطة كانت بمثابة المكاسب التي حصل عليها الشباب منذ عهد الدكتور عبدالمنعم عمارة.. كما أغلق بالضبة و المفتاح مراكز للحاسب الآلي في مراكز الشباب.. ولايتم استثمارها لصالح الاجيال الجديدة من الشباب.. المكاسب عظيمة وتاريخية في صحوة الشباب يوم 52 يناير .. وحققت الامل في اصلاحات سياسية غير مسبوقة... ولم تستطع الوصول إليها كل القوي والابواق السياسية منذ قيام ثورة 2591 وحتي الان.. لكن الشباب الذي أهملناه.. فعلها..أما الذين اهملوا الشباب وتجاهلوا طاقاتهم هم الذين يجب محاسبتهم لأنهم ببساطة أهدروا المال العام في انشطة وبرامج أهميتها أقل.. وتركوا الشباب لتيارات خارجية وداخلية تعصف بأفكارهم.. حاسبوا الذين أهملوا امانة المسئولية..