لن نبني مصر في المستقبل إلا بنفس الروح التي نجحت بها ثورة شباب 52 يناير وحققت أحلام شعب بأكمله، كان متعطشا إلي أمل وتغيير وحرية حققها هؤلاء الشباب ليسعد بها مواطنون تطلعوا كثيرا لحياة كريمة.. نقف الآن علي اعتاب مرحلة جديدة. تستوجب علينا ان نستمع لصوت العقل ونحافظ علي مصرنا الحرة، ونعمل معا من أجلها في نور الحرية التي ناضل من أجلها كوكبة من شبابنا الحر الشجاع في ملحمة تاريخية رائعة. وان نعيد سريعا بناء الشخصية المصرية بما يضمن ازالة الشوائب والتراكمات السيئة من تخوين وتشكيك وفقدان الثقة وغيرها من السلبيات، بالتركيز علي دور الأسرة والمدرسة والمسجد والكنيسة، وتغيير مناهج التعليم. اننا بحاجة إلي ان نعمل من جديد علي توطيد العلاقة بين المواطن وجهاز الشرطة، لكي يلتئم الشرخ الذي نتج عن بعض الممارسات والسياسات الخاطئة. وان نسرع قدر الامكان في محاسبة المتسببين في قتل مئات الشهداء من الشباب المتظاهرين وافساد الحياة السياسية والاقتصادية. ومحاسبة من نهبوا أموال وخيرات هذا الوطن. باعتبارهم ملكا للشعب. لابد وان نعيد هيكلة دور الإعلام في معالجة القضايا الاجتماعية وإلقاء الضوء عليها بصدق وشفافية، والبعد عن التهييج والتعميم، باعتباره شريكا مع الحكومة والقطاع الخاص في اعادة بناء صورة مصر والترويج لها. لن تستقيم حياة الشعب إلا بالحرية السياسية، التي تتطلب دستورا جديدا يكفل حرية تكوين الاحزاب، والانتخابات الحرة النزيهة بغية الوصول إلي دولة مدنية حديثة، وجمهورية برلمانية. وضمان العدالة الاجتماعية، وتطبيق سيادة القانون، والعمل علي ازالة الفروق الشاسعة بين الطبقات. والتوجه إلي التنمية الاقتصادية من خلال القضاء علي الفساد، ومكافحة البطالة، وايجاد فرص عمل للشباب تتناسب مع طموحاتهم وتطلعاتهم، وتكفل لهم حياة كريمة. واخيرا، لا سبيل لنا في إدارة الأمة والنهوض بها إلا من خلال ارادة الشعب، وبما يجعلنا نتغلب علي الأزمات الحالية، بأسس منهجية وحلول علمية صحيحة ومدروسة. وعلينا ان نحكم ضمائرنا، ونسعي لخلق روح التعاون، في مناخ من الحرية والديمقراطية. لنري مصر في ثوبها الجديد المشرق ولا حديث عن الماضي.