حسنا فعل مجلس الوزراء باضطلاعه بملف عودة الجماهير لملاعب الكرة وبحثه تصورات وزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز في هذا الخصوص وتكليفه ببحث الأمر مع الأطراف المعنية ورفع الشكل النهائي بكل ضوابطه وتسهيلاته وجوانبه إلي رئيس الوزراء شريف إسماعيل لاتخاذ قرارات نهائية تعيد النبض والحياة لأوصال الكرة المصرية خلال الفترة القريبة القادمة. واستوقفني استخدام السفير حسام قاويش المتحدث باسم مجلس الوزراء تعبير العودة الآمنة للجماهير في معرض حديثه فضائيا مع الكابتن أحمد شوبير واهتمامه اللافت بأن هذه العودة تحتاج لأن تكون آمنة وداعمة للحركة الرياضية ومحافظة علي هذه الجماهير وأرواحهم.. ولأن الجماهير لم تبعد عن المدرج إلا بفعل الدم وازهاق الأرواح البريئة بعد أحداث ستاد الدفاع الجوي في مباراة الزمالك وانبي العام الماضي والتي دللت علي أن دماء وأرواح 74 شابا من جماهير الأهلي في مجزرة ستاد بورسعيد أول فبراير 2012 لم تكن كافية لتنبيه الأطراف كلها لخطورة الموقف فكان الضحايا الأبرياء الجدد من جماهير الزمالك فكيف يمكن الحيلولة دون تعريض أي فرد في مدرجات الملاعب المصرية لأي خطر وكيف يمكن ضمان استمرار وجود الجماهير في أماكنها وبقاء المدرج نابضا بالحياة دون هجر من جديد ودم يزيد ؟ ولأنه لا رياضة أو نجاح للدوري أو عودة قوية للمنتخب والفرق كلها ولا يمكن تصور تحقيق ارتقاء حقيقي للكرة المصرية ومسابقاتها ومنتخباتها من دون عودة الجماهير بقوة وحماس للمدرجات ولأن الوضع الطبيعي هو وجود الجمهور في المدرجات والاستثناء غير المقبول هو اللعب في القبور أو أمام المدرجات الصامتة فلابد من التوقف عند عدة نقاط نراها مفصلية في سبيل العودة الآمنة للجماهير: لا يكون مسموحا بدخول أي مشجع أو أي فرد للمدرج من دون تسجيل بيانات هويته وتحديد مكان كرسيه بالتحديد بما يسهل الوصول إليه وضبطه ومعاقبته علي أي سلوك شغب يصدر منه طوال وجوده بالملعب.. يحظر تماما دخول الأطراف المجانية والأصحاب والأبناء وكل من يجاملهم بعض رجال الأمن ومسئولي التنظيم بالأندية واتحاد الكرة.. وكل واحد جايب ولاده وأصحابه وكأنه داخل الجنينة.. هكذا دون حسيب ولا رقيب. تسريب المحاسيب ظاهرة قاتلة ومسكوت عنها والكل يعلمها وهي سبب مباشر لكثير من الفوضي.. إخضاع الجميع للقانون بقوة وشدة ومساواة هو أكبر ضمانة لهذه العودة الآمنة. فلا يقبل من مشجع رفضه الخضوع لأي تفتيش ذاتي والتأكد من سلامة موقفه مادام هذا الإجراء يتم بشكل محترم وجاد ولا يفرق بين طرف وآخر.. وده معايا يا ابني سيبه يعدي. وإنت مش عارف أنا مين.! ويجب ألا يكون مسموحا هنا لأي رجل أمن أو غيره انتهاك آدمية المشجع أو الاساءة إليه أو معاملته وكأنه مجرم أو متهم. فقط فرض القانون بالحسم والاحترام.. قبل التأكد من تشغيل كاميرات المراقبة بالاستاد ونشرها بكل جانب بالمدرجات لابد من التدقيق في ترقيم الكراسي وإلزام كل مشجع بعدم الجلوس إلا في مقعده برقم كرسيه المسجل بتذكرته وبما يسهل تحديده والوصول إليه ومحاسبته علي أي تجاوز يصدر عنه. لو أن كل واحد عرف وتأكد أنه مراقب ومعروفة بياناته لن يتهور أو يخطئ بسهولة. ضرورة السيطرة علي منافذ بيع التذاكر وضبطها من المنبع سواء تم وفقا لآلية إليكترونية توفر فرصة التعرف علي بيانات صاحب التذكرة ولا يكون متاحا بيع أي تذكرة لأي فرد من دون تسجيل بيانات هويته. كفاية بيع في السوق السوداء والمتاجرة بالشباب ورغبته في دخول المباريات. هناك الكثيرون ممن كونوا ثروت طائلة بالأندية والجبلاية من السوق السوداء للتذاكر ومص دماء الغلابة. لا سامح الله كل حرامي! الاتفاق علي الضوابط القانونية وإعلانها بوضوح علي تذكرة الدخول ومداخل المدرجات وجوانبها وإلزام كل طرف بها بحيث يكون واضحا للمشجع حقه في معاملة كريمة ومحترمة وكرسي مضمون والوصول إليه بسهولة بتسهيلات وانسيابية ومستحقة أو واجباته من احترام الضوابط والقواعد وكل ما مسموح به ومحظور عنه منذ شرائه للتذكرة وموافقته علي ما يشبه عقد التشجيع ودخول الملعب وبيان العقوبات الواجبة عن كل خطأ. كفاية بقي شماريخ وشغب ونار. ودماء ودموع أرواح.. أرجوكم من جديد.. طريق العودة من الاستاد لا يجب أبدا أن يمر بمشرحة زينهم !