إن الله سبحانه وتعالي اختار بحكمته وعلمه «اللغة العربية» بياناً لكتابه الكريم، لما تحمله من مزايا التعبير والبيان لم تحظ به لغة أخري، ولو كان في الوجود لغة تفضل عن اللغة العربية، كان جاوزها القرآن الكريم إلي غيرها ولكن نزوله باللغة العربية دليل قاطع علي نفي هذا الاحتمال، فاللغة العربية أسمي اللغات علي الإطلاق، والدليل أن الله عز وجل ارتضاها أداة لكتابه الكريم، كما نعرف أن لكل لغة سمات خاصة في بنائها التعبيري الذي تتميز به عن غيرها من اللغات، شاء ذلك أهلها أو لم يشاءوا، فهم ينطلقون في البناء التعبيري خاضعين لمؤثرات البيئة بشتي ألوانها، والتعبير العربي يحمل في طياته من الدقة والبراعة ورغم ذلك عندما تسير في شوارعنا تجدها مثقلة بمحلات الملابس والأحذية والمطاعم والفنادق ذات الأسماء الأجنبية، وهناك حرص متعمد علي إرفاق المسمي المكتوب باللغة الانجليزية بالكتابة بنفس النطق الأجنبي باللغة العربية وليس ترجمة بل للعنوان ذاته. يوجد رؤساء دول أجنبية يتكلمون لغتهم الأصلية في المؤتمرات العالمية، لأنهم يدركون عمق الارتباط بين «اللغة والهوية» خصوصاً في وجود «الترجمة الفورية» فهل هؤلاء أكثر انتماء للغتهم الأصلية، منا نحن العرب الذين يفترض أن نكون أكثر انتماء للغة هي لغة القرآن الكريم..؟ وعلي مستوي اللقاءات العلمية في بعض مؤسسات التعليم العالي نجد أن بعض المتحدثين من أساتذة الجامعة يستعرضون مستخدمين اللهجة الأجنبية، كما يوجد بعض المثقفين مثل المذيعين والمذيعات لا يتقنون القراءة السليمة ويكتب الإعلان بأخطاء لا تغتفر مثل كلمة «جنيه» تكتب «جنية»، وعلي الرغم من أهمية إتقان اللغات الأجنبية، ولكن لا ينبغي أن يكون علي حساب اللغة العربية، ولابد من الارتقاء بمستوي القراءة والكتابة لمعلمي ومعلمات التعليم الأولي فهم البوابة التي علي أيديهم يتلقي الناشئ إتقان اللغة العربية.