الليبيون قاموا بثورة ليسعدوا ويهنأوا بحياتهم، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها بعد الصراع مع القذافي، اعتقد الشعب الليبي أنه تحول لجنة الله علي الأرض، لكن ما حدث في الثلاث سنوات هو تسلق الإرهابيين علي ليبيا، كانت هذه هي تصريحات اللواء المتقاعد «خليفة بلقاسم حفتر» الذي يقود ما أسماه «عملية الكرامة» ل»تطهير» ليبيا من الميليشيات الإسلامية التي قال إن ضعف الحكومة في العاصمة طرابلس جعلها تفشل في السيطرة عليها. ولد حفتر عام 1949، وينتمي إلي قبيلة «الفرجاني» . تخرج حفتر من الأكاديمية العسكرية ببنغازي و تدرب في الاتحاد السوفياتي السابق. وكان حفتر من الضباط الذين ساهموا في الانقلاب العسكري عام 1969 والذي أطاح بنظام الملك «إدريس السنوسي»، منهيا عقود من الملكية، وهي ثورة أرسي بها القذافي حكمه لليبيا لنحو أربعة عقود. وشارك حفتر في حرب 1973 علي الجبهة المصرية ، ثم قاد فرق الجيش الليبي التي شاركت في حرب تشاد خلال الفترة ما بين 1978 حتي 1987. وخلال الحرب أسرته القوات التشادية، وتخلت عنه حينها القيادة الليبية وقالت إنه لا يتبع جيشها. وتمكن الامريكيون من تحريره في عملية لا تزال لغزا إلي اليوم، ومنحوه اللجوء السياسي في الولاياتالمتحدة حيث انضم الي حركة المعارضة الليبية في الخارج، واتهمه نظام القذافي ثم الثوار السابقون بأنه عميل للمخابرات المركزية الأمريكية. وبعد عشرين عاما ،عاد حفتر إلي بنغازي في مارس 2011 ليشارك هذه المرة في الاطاحة بنظام القذافي. وعين اللواء حفتر لفترة وجيزة قائد أركان القوات البرية الليبية،وأصبح تحت أمرته الكثير من الضباط السابقين الذين انشقوا عن جيش نظام القذافي، وظل بعيدا عن الأضواء لفترة، بالرغم مما قيل عن محاولاته الحثيثة لاستمالة عدد من فصائل الثوار في الشرق الليبي، بما فيها الإسلامية منها. ثم ما لبث أن عاد بطريقة مفاجئة في 14 فبرايرالماضي معلنا عبر موقع للتواصل الاجتماعي توليه السلطة، لكن أحدا لم يأخذ خطوته هذه علي محمل الجد، الا أنه عاد مرة آخري في مايو الماضي وتصدر المشهد السياسي معلنا حربه علي الارهاب في عملية أطلق عليها «الكرامة» علي مدينة بنغازي مهد الثورة الليبية ومعقل الفصائل «الإسلامية والجهادية»، مؤكدا أن العملية ليست انقلاباً وأن الجيش لن يمارس الحياة السياسية. وتتضارب التقارير حول مصيره وهل ما إذا كان مازال موجودا في ليبيا أم هرب إلي تونس