المشاط: 7.6 تريليون جنيه استثمارات عامة مباشرة وغير مباشرة للتنمية البشرية خلال 12 عامًا    منها جدولة الأقساط.. هيئة التنمية السياحية تقر تيسيرات جديدة للمستثمرين    نائب وزير الإسكان يشدد على الالتزام بمعايير وقوانين المياه المعالجة    غارات وعمليات نسف.. الاحتلال يواصل انتهاك وقف إطلاق النار بغزة    عاجل- محمود عباس: زيارتي لفرنسا ترسخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفتح آفاقًا جديدة لسلام عادل    بيان رسمي.. الأهلي يطالب اتحاد الكرة بردع المتجاوزين في حق «زيزو»    بتروجت يواجه النجوم وديا استعدادا لحرس الحدود    وزير التعليم: مصر تواصل تنفيذ المبادرة الرئاسية لتعيين المعلمين    ترامب يطلب العفو عن نتنياهو رسميًا.. وهرتسوغ يرد: "اتبعوا الإجراءات"    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    استبعاد المرشحين ومندوبيهم من حضور فرز الأصوات يؤكد النية المبيتة لتزوير انتخابات مجلس نواب السيسي    بعد انخفاض الكيلو.. أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 في بورصة الدواجن    كاميرا توثق جريمة سرقة.. والداخلية تضبط المتهم| فيديو    انهيار عقار بمنطقة الجمرك في الإسكندرية دون إصابات    تامر حسني يوجه رسالة ل«مي عز الدين» بعد زواجها    نقيب العاملين بالسياحة: لمس الآثار إتلاف يعاقب عليه القانون بالحبس والغرامة    ذكرى رحيل محمود عبد العزيز.. محطات وأسرار في حياة ساحر السينما المصرية    عُطل فني.. مسرح الطليعة يوجه رسالة اعتذار ل جمهور عرض «كارمن»    رئيس الوزراء يشهد مراسم توقيع مذكرة تفاهم فى الرعاية الصحية بين مصر ولاتفيا    رئيس الوزراء يتفقد معرض سمارت ديجيتال هيلث جيت    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    اليابان تتعاون مع بريطانيا وكندا في مجالي الأمن والاقتصاد    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    حملات تموينية موسعة بالقليوبية تكشف مخالفات جسيمة وسلعًا غير صالحة للاستهلاك    منتخب مصر يخوض تدريباته في السادسة مساء باستاد العين استعدادا لودية أوزبكستان    المشدد 15 و10 سنوات للمهتمين بقتل طفلة بالشرقية    السعودية تستخدم الدرون الذكية لرصد المخالفين لأنظمة الحج وإدارة الحشود    مصرع عامل نظافة سقط من على مقطورة فى المنوفية    الأهلي يضع تجديد عقد ديانج في صدارة أولوياته.. والشحات يطلب تمديدًا لعامين    زيركزي يدرس 5 عروض للرحيل عن مانشستر يونايتد في يناير    وصول بعثة يد سموحة للإمارات لمواجهة الأهلى فى نهائى كأس السوبر    جوتيريش يهنئ الشعب العراقى على إجراء الانتخابات البرلمانية    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    فيلم «السلم والثعبان: لعب عيال» يكتسح شباك تذاكر السينما في 24 ساعة فقط    خالد سليم ينضم لأبطال مسلسل ست الحسن أمام هند صبرى فى رمضان 2026    الحبيب الجفرى: مسائل التوسل والتبرك والأضرحة ليست من الأولويات التى تشغل المسلمين    دار الإفتاء توضح حكم القتل الرحيم    ما الحكم الشرعى فى لمس عورة المريض من قِبَل زوجة أبيه.. دار الإفتاء تجيب    6 مرشحين يتأهلون لجولة الإعادة في دائرة بندر ومركز المنيا البرلمانية    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    قصر العينى يحتفل بيوم السكر العالمى بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    طريقة عمل كفتة الفراخ بخطوات بسيطة وطعم لا يقاوم (الخطوات والمقادير)    مصر وجنوب إفريقيا يبحثان التعاون في صناعات السيارات والحديد والصلب والمناطق اللوجيستية    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    محافظ الفيوم يشهد الندوة التوعوية"دور الرقابة الإدارية في الوقاية من الفساد ومكافحته"    اليوم.. عزاء المطرب الشعبي إسماعيل الليثي    وزير الخارجية يعلن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري – التركي خلال 2026    تعرف على أكبر نتائج مباريات كأس العالم للناشئين بعد ختام دور المجموعات    «وزير التنعليم»: بناء نحو 150 ألف فصل خلال السنوات ال10 الماضية    المصرية جمانا نجم الدين تحصد لقب أفضل قنصل لعام 2025 في المملكة المتحدة    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    بيزيرا: لم أقصد الإساءة لأحد.. وأعتذر عن الخطأ غير المقصود    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 12 نوفمبر 2025    مباحث الجيزة تكتشف جريمة بشعة داخل شقة مهجورة فى بولاق الدكرور    محافظ الغربية: رفع درجة الاستعداد القصوى لانتخابات مجلس النواب 2025    دعمًا لمرشحيه بمجلس النواب.. «مستقبل وطن» ينظم مؤتمرًا جماهيريًا بدمياط    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
السيسي من الجمالية إلي قصر القبة
نشر في الأخبار يوم 14 - 06 - 2014


وهكذا فالحياة في قصرالقبة خالية تماماً من الراحة
أو الحميمية كلها اقتحام لحياة الرئيس السيسي
بالرغم من أن السيسي انتقل منذ زمن الي مدينة نصر الا أن الجمالية مازالت معششة في الوجدان الرئاسي أزعم قبل ان نبدأ الكلام ان الجمالية اسعد كثيراً من قصر القبة إن الجمالية بلا جدال لدي السيسي زعيماً وليس رئيساً فقط اسعد، فالجمالية حيّ ساخن شديد الحميمية وكنت في شبابي أذهب إلي هذا الحيّ مرتين في الاسبوع علي الاقل ان لم يكن أكثر أما في رمضان فكنا نفطر هناك في رحاب ابن بنت النبي الحسين رضي الله عنه ونتناول السحور مرتين او ثلاث وكان رمضان بالنسبة لنا يعني الجلوس في رحاب المئذنتين القلميتين لسيد الشهداء. لهذا فإن فيحياتي لحظات شجية لهذا الحيّ ولم أتخيل عمري أبداً أعيش تحت سقف قصر القبة والعياذ بالله فأنا أعيش في خندق المعارضة منذ تربيت في طفولتي علي المعارضة مع عماتي في بيتنا الكبير بيت جدي ثم خندق المعارضة الرحب في بيت أبي والذي علمنا المعارضة فيه أبي نفسه رحمه الله.
قصر القبة سقف الحكم اي ان من يعيش تحته يجهز نفسه لمواجهة المعارضة والقضاء عليها باجتثاث انيابها، ابتعدت بكم قليلا ولكني اقترب حينما أعود للجمالية لأن المعارضة فيها لا تكون الا في تآكل الايدي الذهبية في نحت ولصق الصدف أو نقش النحاس أو صب وصناعة الفضة ناهيك عن (آرام) وصياغة الذهب بأيدي اغلي من الذهب.. الجمالية والحسين وخان الخليلي اماكن حميمية العلاقات منذ الصباح ثم آذان الظهر ثم الصلاة في رحاب الحسين رضي الله عنه ثم اذان العصر بين الاصابع الذهبية ثم الصلاة اما المغرب فهو وقت الاياب اليالبيت والعودة للسهر انتظاراً لرزق يأتي فيالليلة الجميلة فهناك في قصر القبة حال مختلف.
قصرالقبة وحياك الله - اجتماعات وسكرتارية وتليفونات اما المقر فهو أيضاً مقتحم بأهم الاخبار ومقتحم بالسكرتارية الخاصة..والسكرتارية الخاصة قواك الله - تستطيع ان توقظه من أحلينومة لو تعثرت عربة كارو فوق كوبري امبابة وانقلبت بنقلة بطيخ وفرقعت بطيخة واعتقدوا أنها عبوة ناسفة.
والسكرتارية في مقر قصر القبة تجعل السيدة الاولي تعيش حياتها بالتايير والحذاء وغطاء الرأس لانها لا تضمن اقتحام احد السكرتارية ليخبر الرئيس السيسي ان عسكريا انقلب من فوق عربة تحمل جنوداً وفهمت السكرتارية انه انقلاب عسكري!!
وفي قصر القبة أجراس كل منها له رنين خاص فجرس صالة الطعام يختلف عن جرس الصالون الذي يختلف عن جرس صالونات استقبال السفراء او السادة الرؤساء العرب.
وهكذا فالحياة في قصرالقبة خالية تماماً من الراحة او الحميمية كلها اقتحام لحياة الرئيس السيسي. حتي أولاده اصبح لقاؤهم ليس في أي وقت ولابد ان يفهموا جيداً ان الحياة فيالقبة حياة شديدة الخصوصية باهرة الازعاج لا يملك الرئيس فيها نفسه وانما تملكه الدولة من اسوان حتي مرسي مطروح اقصي الغرب اليالعريش اقصي الشرق.
وليس فيها قفشات الناس وحميمية العلاقة والضحك حتي يكاد القلب ان يتوقف لان الضحك هنا في الجمالية من القلب لكل قلوب من حوله.. أما الضحك في القبة فهو ابتسامات كما يقولون بالانجليزية - تشيز - - ولا يجب أن يبدو منه سقف الحلق ولا - خرس العقل اللي طالع نصفه حينما نضحك في خان الخليلي إلي الضحك في قصر القبة بحساب يدوب ابتسامة السيسي التي اعجبنا بها ودخل بها في قالوبنا زيادة عن كده مافيش أما الضحك في الجمالية فله قهقهة عالية تصل من سعد بتاع الفضة إلي عمق الخان عند الصاغة.
وهكذا فهناك اختلاف كبير جداً بين الحياة في القبة والحياة في الجمالية.. في قصر القبة ليس هناك - تعالي بكره - ولا - علي الله التساهيل - ولا خلصت ولسه علي التلميع ولا أصل بتاع الدمغة قفل!!
الحياة في قصر القبة تخرج منها الأخبار علي الإذاعة والتليفزيون والصحف وكلها (صرح السيد الرئيس) أو صرحت رئاسة الجمهورية.
لهذا لزم التنويه فالحياة اختلفت ياسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.. رعاك الله - وحياك الله وجعلك ذخراً للوطن رغم ضيق الحياة في قصرالقبة والسعادة في الجمالية.
اما الحاج سعيد السيسي فله مني التهنئة وله منا الشكر الجميل علي اهدائه لمصر هذا الرجل الهدية الذي جاء في الوقت المناسب أعانه الله علينا ولعله يذكرني بمقولة عمر بن الخطاب حينما مات ابو بكر وتولي الخلافة فقال للشعب:
- لقد ابتلاني الله بكم.. فعلاً نحن (بلوة ثقيلة) في هذا الوقت العصيب ولكن الله فاجأنا به حتي نخرج من المآزق التي اغرقت مصر فلا مأزق اقتصاديا فقط بل مأزقا سياسيا ناهيك عن الطامعين في الخارج والذين وجدوا ضالتهم في خونة خالين من الوطنية فأصبحت مهمتهم الطعن من الداخل ولكن دعواتك يا حاج سعيد ودعواتنا جميعاً له بالقوة وان يقيه الله ممن دأبوا علي خيانة الوطن وليس بالدعاء وحده سوف ينجح ولكن باتباع نصائح المطلين علي هموم الوطن بصدق وحسن النوايا.
هل هناك عمليات تجميل للعقول؟
اصبحت اشفق علي نساء بلادي من تلك النماذج التي يغرقنا بها التليفزيون اصبحت عمليات التجميل فيمصر لدي النساء موضة ولا تخجل امرأة في السبعين ان تطلع علينا في التليفزيون وقدنفخت خدودها ثم ضبغتها بالاحمر واختفي فمها وأصبح الضحك يتطلب جهداً ثم تجلس بين الشباب سعيدة بالصحبة وكأنها نسيت ماضيها كله من خلال عمليات التجميل ناهيك عن التبختر في المشي ثم (كفك يا جدع مع الشباب) والتليفزيون اصبح ملاكي لدرجة ان كثيرات من اصحاب العقول المتفتحة والمثقفات اصبحن يعتذرين عن الظهور الي جانب تلك المتهتكات اصحاب السبعين عاماً واعتقدن ان التجميل اوصلهن إلي الثلاثين صعب، هذا الجهاز الذي تدهور في برامجه ولم يعد جهازاً لرفع الامكان وانما اصبح جهازاً لعدم الامكان وأوصلت الواسطة بعض صغار المذيعين الذين ليس لهم اي موهبة إلي صدارة المشهد لمجرد وجود احد افراد الاسرة في منصب علوي يستطيع منه ان يوصل الابن او الابنة ليطل علينا في مكان أحد الوجوه ذات العقول الموهوبة المفوهة.
وتحرص السيدات علي التجميل ولكن الرجال يحرصون علي الواسطة من الام او الاب ليتصدروا المشهد اما المشاهد فلا حول له ولا قوة وهو اسير هذا الجهاز ويحكم مزاجه وعقله من يتحكمون فيه من العائلات التي تستطيع بالواسطة ان تطفيء نجماً وتصعد نجماً لا لمعان له ولا موهبة الا موهبة الواسطة.
ولو سعت الامهات او الآباء في تجميل اولادهم او بناتهم بشحذ العقول وتثقيفهم وتدريبهم علي قوة التوصيل للناس لكان من الافضل كثيراً للام أو الاب لأنه لا قدر الله لو ترك الاب أو الام منصبه أو اتكل علي الله وسكن الامام الشافعي اوالسيدة نفيسة لوصل الابن أوالبنت معهما في (نعش واحد) واصبحت الموهبة الوحيدة هي قدرة الابن أو الابنة علي الفرار من هذا المأزق الذي وضعهم فيه اباؤهم وأمهاتهم.
ولعل هؤلاء الناس لا يعرفون ان القبول من عند الخالق وحده ودخول قلوب الناس ليس بالواسطة وانما بختم الله سبحانه وتعالي.
ولكن (تقولوا إيه) لهؤلاء الذين يعتقدون ان الواسطة جهاز سحري يستطيع ان يعمل من الفسيخ شربات ومن قليل الموهبة وقليل الحيلة الي نجم يأخذ قلوب الناس.
والجديدهنا هن المتهتكات اللاتي اعتمدن علي عمليات التجميل هو التواصل مع المتهتك الي تعرية الاكتاف وكفك يا جدع مع الضيوف الغلابة الذيناوقعهم حظهم العاثر مع تلك المحاورات بالواسطة.
ويطلعن علينا كأنهن سيمون دوبوفوار اوميّ زيادة.. يطلعن خاويات العقول منتبهات لكل شعرة في اجسامهن لحركات الخدود والفم الذي ينفتح بالعافية من كثرة شد الوجه في عمليات متتالية وطبعاً تلك الجاهلات لم يقرأن القرآن بل لا يعرفن ان هناك كتابا منزلا من الله سبحانه وتعالي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها فقد قال لهؤلاء الذين يغيرون خلق الله في الاية 119 في سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا 119 صدق الله العظيم.
وقد وجه الآية للنساء وهو اعلم ببعضهن ويكمل سبحانه في الآية 120 (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) (120) أُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً (121) أكتب هذا وأستغفر الله لهم لأنهم لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يفعلون لانهم من الذين اغلق الله قلوبهم لينتظروا الجحيم.
لان الجنة ليست بالواسطة وانما بالاعمال في الدنيا فما بالك وكل الاعمال فيالدنيا ضحك علي ذقون المشاهدين ولكنهم لا يعلمون ان في المصريين ذكاء يبدأ من ماسح الأحذية الذي (يرمي عينه علي تليفزيون القهوة) أثناء تلميع حذاء الذبون ويفهمها وهي طايرة.. ويصل الي أولي الامر الذين يقول كل منهم للآخر حتي يغلق هذا الجهاز؟ عدا طبعاً لزوم اطلالة أولي الأمر منا ادلوا بدلوهم في الجديد فيما يحدث في مصرالان وعرض احلامهم لهذا البلد الذي ينتظر تحقيق الاحلام لان الواقع اصبح مريراً كالعلقم.
عن التحرش والمتحرشين
هل هو جزء من فساد المجتمع؟ هل هو جزء من فراغ لم يملأه المجتمع لهؤلاء الشباب؟
هل هو انتشار افلام الجنس علي الموبايلات وفي كل التكنولوجيا الحديثة؟
هل كان موجوداً ولم يكن يعلن عنه؟ هل افلاس الشباب الذي يحول بينهم وبين الزواج الحلال يدفع طاقاتهم للخطأ؟ هل هو انفلات عام؟ والف هل لابد من مناقشتها لان منع النساء من المشاركة في فعاليات امور الامة من قبول او رفض تراجع خطير فيخروج المرأة للمجتمع ومشاركتها بالرأي في كل ما يحدث ولعل طوابير النساء التي طالت وملأت الميادين واماكن صناديق الاقتراع تثبت ليس وجود المرأة فقط بل وعيها علي دورها في البناء السياسي للمجتمع وعلي اصرارها علي المشاركة وبالرغم من أن خروج الشعب للاقتراع كان مهيئا فقد بلغ 24 مليونا من 70 مليونا علي الاقل من البالغين وهذا يدل علي عدم بذل الجهد فيتوصيل الرسالة بأهمية المشاركة في ابداء الرأي.
وبالرغم من حالات التحرش إلا أن النساء لم يتراجعن علي الاطلاق وبالمناسبة حالات التحرش فردية ولا تزيد علي 2٪ ومع ذلك هي مرفوضة تماماً ولابد من مواجهتها وليس بالشرطة وحدها ولكن بالشعب نفسه لانه لابد إلا تخجل النساء من الامساك بالمتحرش وأن يستغثن ولا يتركنه خجلاً مما حدث فالخجل للمتحرش وليس للنساء فالمتحرش مثله مثل اي كلب ضال او حيوان يلهث خلف اي حيوانة ولابد أيضاً من تنبيه الشارع المصري لوجود الملابس الخارجة الملتصقة بالجسم والتي تظهر كل تفاصيله وبالرغم من ذلك فلا إباحة للتحرش أمام ملابس النساء وكان من المألوف قديماً أنه إذا انزاحت (الطرحة) من فوق رأس اي امرأة أو طارت فسيأخذها الرجل إليها ويسترها بها ولكن يبدو أن الزمن تغير ولا الغي مسئولية الافلام الجنسية المنتشرة انتشار النار في الهشيم لدرجة أن بعض المقاهي والنوادي تعرض هذه الافلام في حجرات منفصلة لمن يريد وأنا لا أريد ان أحجر علي الحريات ولكن أريد ان يكون هناك احترام لحرية الآخرين وأن يكون وعي اجتماعي عام من أجل مسيرة أقرب الي العودة إلي مجتمع يلهو في وقت الفراغ ولا يفقد أخلاق وفي واقع الامر ان الاسرة المصرية مسئولة اليحد ما فقد لاحظت ان الامهات الآن لا يسألن الأولاد.
- رايحين فين؟ كما يحدث معنا وهو سؤال في باطنه الاطمئنان حتي لو حدث شيء في الاسرة تكون علي علم وقهرع الي مكان الحدث ولكن ضاع كل شيء في مجتمع انقلبت فيه كل الاوضاع فإذا سألت الام أو سأل الاب عن مكان الخروج لاصبح تدخلاً وكبت حرية مع أن هذا قديماً كان خوفاً وحرصا. ولكن الانهيار الذيحدث في المجتمع وأوصله الي وجود حالات تحرش كثيرة يرجع إلي أن الاسرة لم تعد لها الكلمة الاولي ولا حتي الأخيرة.
ولا أدري هل نبدأ في ارسال رسائل عن طريق التليفزيون لاستعدال العلاقة بين الاولاد والاسرة وللاسف الشديد أستمع كثيراً من الامهات يقلن - زمانهم غير زماننا!!
ولا أجد معني لهذه الكلمة فالاخلاق ليس لها زمان مختلف ولكن الاختلاف في الاختراعات والتغيير العلمي والتكنولوجي اما الاخلاق فهي ثابتة الصدق والكذب والعدوانية والعصبية كل هذه وغيرها لها حدود ولها شروط توقفها واحترام الكبار مازال موجوداً فيالاخلاقيات وليس الخلاف في ارتفاع التعليم او تفتحه هو الذي يحكم الشارع فالاخلاق علي ثبات دائم ولم يتحول الاب والام والكبار الي متفرجين عند تجاوز الأولاد فالعلاقة هي علاقة تنبيه للخروج عن المألوف والمفروض ولن تتغير مهما تغيرت الاختراعات وأحطنا العلم بتفوقه فركوب الطائرة له آداب مثل ركوب القطار وصولاً للترام وهو احترام جارك الذي يجلس في المقعد المجاور واحترام وجودك مع الناس في الطائرة أو الاتوبيس أو الترام.
القيم لا تتغير بتغير الزمن ولا حتي السلوكيات وانما الذي يتغير هو ممارسات الحياة وما يصنعه فيها.
عموماً أكاد أجزم ان البيت مسئول تماماً عن التجاوزات التي تحدث في الشارع الآن.
انقطاع الكهرباء
يتكرر انقطاع الكهرباء كل يوم مرة أو مرتين وهذا يضايق طبعاً ولكننا كشعب لو شاركنا أولي الأمر منا همومهم لكان انقطاع الكهرباء ابسط الامور فانقطاع المياه في بعض البلاد ولا داعي لذكر الاسماء حتي لا تتأثر العلاقات يبلغ درجة شديدة الازعاج وهذه البلاد التي ينقطع فيها المياه من اقوي دول العالم ولا نسمع أي تذمر حكت لي سيدة يعمل زوجها سفيراً في إحدي هذه الدول أن رئيس الوزراء دعاهم علي العشاء وانقطعت الكهرباء فقال لهم.
- أنا سعيد جداً لانكم شاهدتم بانفسكم كيف تعاني بلادنا وأننا لا نعيش في رفاهية رغم اننا من الدول الكبري.. وهذا لا يضايقني لان اسبابه معروفة وهي ضعف المكن وضرورة تغيير الشبكة كلها ولكن لدينا أولويات وعليكم أن تتحملوا معنا عامين حتي تعود الكهرباء بلا انقطاع.
اما هنا فالتذمر في الشارع المصري وسب الحكومة واللي جاب الحكومة، الشعوب اما تتحمل وإما تشارك ونحن هنا لا نشارك ولا نتحمل وقال لي حفيدي ذو الخمس سنوات أمس.
-هو يا ستو النور حيتقطع بكره كمان؟
قلت له
- أيو يا حمزة
فقال بذكاء أطفال هذه الايام
- طيب تعالي نلعب تاني علشان بكره لما يقطع مش حنلعب، اصبح الاطفال يفكرون في ترتيب أمورهم وحتي يلعبوا إذا النور انقطع وهذا جيد وبالرغم من ذلك فأنا أود فقط ان نعلم متي سينقطع النور حتي نجعله خارج حدود القراءةاو الكتابة لان كبار السن مثلي لم يعودوا يستطيعون القراءة تحت أي ضوء مؤقت.
ختم الكلام
إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.. أقولها لمن لا يتغيرون ويطالبون من حولهم بالتغيير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.