أنا إن قدر الإله مماتي لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي لا أدري لماذا استدعي الآن كلمات وأبيات القصيدة الساكنة في قلوب المصريين «مصر تتحدث عن نفسها» للشاعر القدير حافظ ابراهيم . تلك القصيدة التي تهز وجداني حتي الآن رغم أنني استمعت إليها عشرات المرات .غنتها كوكب الشرق أم كلثوم ولحنها الموسيقار رياض السنباطي وكأن صانعي تلك الأغنية الخالدة - خاصة الشاعر حافظ ابراهيم - كانوا يرون القادم من الأيام ويستشرفونه . لماذا استدعي كلمات الأغنية ولحنها وصوت أم كلثوم الشامخ يتغني بعظمة مصر؟ ربما لأنني وملايين المصريين نعيش اليوم .. إن يوم 26 مايو 2014 يوما سيكتبه التاريخ .نعيش لحظة فارقة بين فترة ضعف وتدهور وتراجع للدور السياسي لمصر وبين مرحلة إنطلاقة حقيقية تستعيد فيها مصر مكانتها الرفيعة بين الأمم .لحظة يعيشها كل مصري بكامل وعيه ووجدانه من أجل إستعادة مصر الحبيبة التي أوشكنا جميعا أن نفقدها في لحظة ظلام كامل طوقت أحلامنا واغتالت أمانينا . ما رماني رام وراح سليما ..في قديم عناية الله جندي . كلمات كأنها تصف ما حدث لنا .والمعجزة التي أنقذت مصر من دمار محقق وحرب أهلية دامية .حافظ ابراهيم يعلم جيدا أن مصر محفوظة بعناية الله، وجندها هم المكلفون بتنفيذ تلك الإرادة الإلهية بأن تبقي مصر، أن تقف في وجه كل مؤامرة دنيئة للقضاء علي حضارتها العريقة وهويتها المتفردة. ومصر هي قلب الوطن العربي لذلك فإن أي خطر يتربص بها هو في الوقت نفسه شر مستطير يحيق بكل الأوطان العربية .فإذا سلم القلب عاش الجسد والروح .أنا إن قدر الإله مماتي لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي .لذلك وقفت الدول العربية جميعا خلف ثورة 30 يونيو إلا واحدة ،لا تستحق حتي أن نذكر إسمها ،فهي محسوبة علي الصهاينة أكثر منها علي العرب .وكان موقف الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية موقفا شامخا، كبيرا،استطاع أن يغير مجري الأحداث خاصة بالنسبة للإدارة الأمريكية التي تحالفت مع الشيطان أقصد مع الإخوان .وجاء موقف ملك السعودية القوي الحاسم لينهي هذا العبث الأمريكي بمقدرات مصر . لا أريد أن أستغرق أكثر في ذكريات محفورة في قلوبنا جميعا، أريد أن أفخر اليوم بأنني مصرية .فالمصريون صنعوا المعجزة، ورفضوا أن تتغير هويتهم من المصرية إلي الإخوانية .المصريون نزلوا في كل يوم وكل موقف تطلب خروجهم وإثبات إرادتهم . خرجوا بالملايين يوم 30 يونيو العظيم .ويوم 3 يوليو و26 يوليو 2013 ويومي 14 و15 يناير 2014.. خرجوا كذلك للإدلاء بأصواتهم لإقرار الدستور الجديد . أمس واليوم 26 و27 مايو2014 خرج الجميع لنصنع فجرنا الجديد . مصرنا الجديدة .نخرج لنختار رئيس مصر الأول الذي يختاره المصريون بإرادة مصرية خالصة دون تأثير من جماعة دولية إرهابية أوسلطة قائمة .نختار الرجل القادر علي إحداث النقلة الحقيقية علي أرض مصر . الرجل الذي يعيد العزة والكرامة إلي كل مصري ومصرية.الرجل الذي يقفز بالإقتصاد القومي المصري ليجعله إقتصادا منافسا في السوق العالمي . نختار الرجل الذي يعيد إلينا الإحساس بالتميز والتفرد فقط لأننا مصريون ننتمي إلي حضارة فرعونية أذهلت العالم، وتحركنا نفس الجينات الآن لنصنع حضارة حديثة تستلهم مجد الماضي، وتنطلق إلي آفاق بلا حدود .الله أكبر . تحيا مصر .