عادت من جديد الحياة إلي طبيعتها بمنطقة السيل الريفي بأسوان التي شهدت أحداثا دامية بين قبيلتي الهلايلة والدابودية وفتحت المحال التجارية أبوابها امام الاهالي من الطرفين موضحين ان الفترة الصعبة التي عاشتها القرية الايام الماضية أثرت علي حياتهم ورزقهم وان بوادر الصلح واعلان الطرفين الالتزام بالهدنة كان دافعاً لفتح المحال مرة اخري دون خوف. كما شهدت حركة المواصلات مرونة حيث بدأت سيارات الاجرة في نقل الركاب من وإلي منطقة الاحداث. كما انتظمت الدراسة لليوم الخامس علي التوالي عقب اعادة فتح المدارس بعد اغلاق دام عشرة أيام وأكد محمد حواتي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسوان أن نسبة الحضور بلغت حتي الامس 90٪ والذي يمثل ارتفاعا كبيرا مقارنة باليوم الاول الذي كانت نسبة الحضور فيه لا تزيد علي 25٪ والثاني بلغ 60٪ موضحا ان ارتفاع النسبة يدل علي حرص أولياء الامور علي مستقبل ابنائهم خاصة مع اقتراب موعد امتحانات نهاية العام الدراسي. اما عن الطلاب الذين فقدوا كتبهم الدراسية خلال الاحداث مع احتراق العديد من المدارس فقد أكد حواتي ان مخازن المديرية بها نسبة احتياطية من الكتب تصل الي 10٪ وانهم علي اتم استعداد لتسليمها لمن يطلب من الطلاب وذلك حرصا علي مستقبلهم الدراسي بكافة المراحل المختلفة، واوضح حواتي ان علي كل مدرسة وضع امتحاناتها بالنسبة لمراحل النقل وفقا لما تراه في ضوء المنهج الدراسي. اما عن أهالي المنطقة فيقول أحمد عبدالله موظف ومن اهالي الدابودية انه انتظم في عمله مع بداية الهدنة وبعد زيارة الشيخ الطيب وحصوله علي وعد وعهد من الطرفين بالتزام الهدوء قام بإرسال ابنائه للمدارس حتي يعوضوا ما فاتهم، وأكد عود أن نسبة كبيرة من الاهالي الذين كانوا قد تركوا المنطقة وذهبوا للعيش مع عائلاتهم بالقاهرة والمحمودية إلي منازلهم بالسيل الريفي بعد عودة الهدوء إلي المنطقة. اما رحمة عوض ربة منزل فتشير إلي انها بدأت في الخروج لتوفير متطلبات المنزل دون خوف مشيرة إلي إمكانية التغلب علي هذه المحنة فالمشاحنات تعطل الحياة وتضر الطرفين، وأكدت رحمة أن سكان السيل الريفي عاشوا معا لعشرات السنين ويستطيعون مباشرة الحياة مرة أخري. ومن ناحية أخري أكد الدكتور مصطفي أبوالمجد مدير إدارة مستشفيات الحميات بمديرية الصحة بأسوان، أنه تم اصدار 29 قرار علاج علي نفقة الدولة لأبناء قبيلتي الهلايلة والدابودية للحالات المرضية المزمنة مثل أمراض الكبد والأورام وغيرها وذلك خلال اليوم الاول فقط للقوافل التي تم ارسالها لمنطقة السيل الريفي وخور عواضة واشار ابوالمجد إلي انه تم تخصيص اربع عيادات لكل قبيلة منذ يوم الجمعة الماضية ونسبة المترددين عليها 877 مريضا وهو عدد كبير جدا بالنسبة للقوافل وهو ما يدل ايضا علي مدي حاجة هذه المناطق للعناية الطبية خاصة بعد ان عاشوا اسبوعا كاملا وسط الاحداث ولم يستطيعوا الخروج للعلاج . واضاف انه تم صرف أكثر من ألفي عبوة دوائية خلال اليوم الاول يعد تحويل القوافل الطبية إلي منطقة السيل الريفي حتي نهاية الشهر الجاري . وقد تضمنت العيادات خلال يومي الجمعة والسبت تخصصات الباطنة والعامة والجراحة والنساء والتوليد والاطفال ، مشيرا إلي انه تم زيادة العيادات يومي الاثنين والثلاثاء بإضافة أقسام الأسنان والرمد والأنف والأذن والحنجرة. وأكد أبو المجد أن أهالي القبيلتين استقبلوا القوافل الطبية بترحاب شديد، واستضافوهم وتعاونوا مع الأطقم الطبية. وعلي صعيد آخر تواصل نيابة اسوان بإشراف المستشار بهاء الوكيل المحامي العام تحقيقاتها في أحداث مجزرة اسوان حيث تم تشكيل فريق من المحققين برئاسة أحمد قناوي رئيس نيابة أسوان لمعاينة المنازل والمحلات التجارية التي وردت بلاغات جديدة عن حرقها وإتلافها خلال الاحداث ولم يتم معاينتها من قبل. ومن جانب آخر يستمع اليوم مصطفي سلطان مدير نيابة أسوان لأقوال 2 من المتهمين اللذين القي القبض عليهما أمس.. بعد الانتهاء من سماع أقوال 21 متهماً بالقتل العمد وإحراز اسلحة نارية وبيضاء والحرق العمدي وسرقة بالإكراه والتمثيل بجثث المتوفين والتجمهر بغرض تنفيذ جرائم جنائية.