إذا كان المتحدث مجنونا فالمستمع عاقل، والدعوة التي أطلقتها جماعة الإخوان بأن يترك لهم ميدان التحرير ومحيط الاتحادية للتظاهر فيهما ليعرف العالم أنهم الأكثر عدداً..! جعلتني أضحك وأبكي في آن واحد.. ولايمكن لمن سمعها إلا أن يقول إنها دعوة عبثية..! يبدو أن أعضاء جماعة الإخوان ومواليهم، ومن طول فترة الاعتصامات، قد أصيبوا بالهلاوس ويحتاجون لمصحة علاج نفسي، فميدان التحرير رمز الثورة المصرية ومحيط الاتحادية لم يحتوا وحدهما مظاهرات ثورة الثلاثين من يونيو والثالث ، والسادس والعشرين من يوليو والتي تعدي تعداد من شاركوا فيها الثلاثين مليونا وهو الحصر الذي أجرته الجهات الدولية، لقد امتلأت ميادين مصر من شمالها لجنوبها بجميع المحافظات وامتلأت الشوارع الجانبية من لم يجد مكاناً أو من لم يستطع النزول من كبار السن جلسوا في مجموعات كبيرة أمام منازلهم، حتي المصيفين بالساحل الشمالي تجمعوا في مظاهرات حاشدة في أكثر من مكان، وهناك مراكز وقري بالمحافظات اجتمع سكانها في مظاهرات لم تستطع الكاميرات الوصول إليهم ولكنهم عاشوا هذه اللحظات التاريخية النادرة، والسؤال لمن أطلق هذه الدعوة العبثية.. هل يمكن لجماعة الإخوان التي يتراوح عدد أعضائها ما بين "2 مليون و2.5 مليون شخص".وهي آخر إحصائية ذكرت في دراسة قام بها ضياء رشوان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وفي المقابل ذكر الدكتور عبد الستار المليجي وهو عضو سابق بجماعة الإخوان المسلمين تم فصله من الجماعة في حوار صحفي أجراه مع جريدة المصري اليوم في 25 يوليو 2008أن مجموع عدد جماعة الإخوان المسلمين لايتجاوز 100 ألف شخص بالمحبين والمتعاطفين وجيران المحبين والمتعاطفين حسب وصفه، كما أكد أن الإخوان العاملين لايتجاوزون 5 آلاف من الإخوان، منهم 85 أعضاء في مجلس شوري الجماعة. كما ذكر أن هناك نحو 10 محافظات مصرية لايوجد بها إخوان علي الإطلاق ولكن تم التشكيك في مزاعمه بسبب عدم حياديته لأنه فصل من الجماعة، وسأعتمد علي العدد الذي ذكر في الدراسة التي قام بها مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ولن أتحدث عن الأعداد التي انشقت عن الجماعة من أعضائها ولا عدد الشباب الذين رفضوا الانقياد لقادتها وكونوا جماعة جديدة باسم إخوان بلا عنف، فهل يعقل أن يتحدي هذا العدد شعباً بأكمله يبلغ تعداده تسعين مليون نسمة..! من أطلقوا هذه الدعوة من أعضاء الجماعة يعلمون ذلك جيدا، ولكنها الدعوة الخبيثة لاحتلال ميدان التحرير رمز الثورة المصرية الذي حاولوا كثيراً منذ بدء الاعتصامات التهجم علي الشباب الثوار المعتصمين به، هذا الميدان الذي رفضوا الانضمام إليه في الخامس والعشرين من يناير ووقفوا ينظرون وينتظرون، ينظرون بلا مبالاة لدماء الشباب الذكية التي ملأت الميدان، وينتظرون حتي شعروا بجدية الثورة وحين بدأت تؤتي ثمارها بعد أربعة أيام قاموا بالانضمام للمتظاهرين وخططوا لخطف الثورة منهم، فإلي متي يستمر هذا العبث بمقدرات الشعب المصري . كيف تحولت جماعة الإخوان من جماعة دعوية إلي جماعة إرهابية، " بدأ نشاط الإخوان في مصر كحركة تعني بالإصلاح الاجتماعي والسياسي. أسسها حسن البنا عام 1928 بالإسماعيلية ثم انتقلت إلي القاهرة.وعملوا علي نشر فكرهم في كل من شرق الأردن وفلسطين ودمشق، ثم قاموا بالمشاركة في حرب 1948 لتحرير فلسطين، ولكن حلت الجماعة في أعقاب عودة مقاتليها من قبل محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء المصري آنذاك، بتهمة التحريض والعمل ضد أمن الدولة ولهذا اغتيل النقراشي وقال البنا مقولته الشهيرة علي القتلة " ليسوا إخوانا، وليسوا مسلمين" وبعد اغتيال النقراشي بعدة أشهر، تم اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا مساء السبت 12 فبراير 1949م. " من دراسة لمعهد ديل كارنيجي للسلام حول جماعة الإخوان في مصر "